هاتفتني قبل منتصف الليل بدقائق ...
هل أيقظك اتصالي ؟
لا ... على الإطلاق
إذن ما يشغلك في هذا الوقت المتأخر من الليل وأنت الذي تقول عن نفسك إنك كائن نهاري لا تعشق الليل ولا سهر الليل
ابداً صديقتي ...... إنما متوعك قليلاً
سلامتك ... سلامة قلبك
الله يسلمك وقلبك
ثم عاودت تسألني ...
كم الساعة لديك الآن
الساعة الثانية عشرة إلا ربع
استدركت موضحة يعني تبقى ربع ساعة ويبدأ يوم جديد
نعم نعم يا صديقتي هو كذلك
قالت بدلال أنثوي طاغٍ يكسر عتمة الليل وصمت ذلك الليل
بعد هذه الدقائق ومع إشراقة اليوم الجديد سيحل يوم ميلادي
الله على هذه المفاجأة الجميلة ... (رددت في نفسي)
إذن بوسعي أقول لك ميلاد سعيد وحياة حافلة بالحب والحياة
ردت على الفور أتدري أنك الإنسان الوحيد الذي أخبره بهذه المناسبة قاصدة أن أمضي يوم ميلادي الجديد الأول صحبتك ...
هكذا قالت ...
انتابتني لحظة صمت لا معنى ولا تفسير لها ...
إلا أنها ربما حالة من التبلد ومن دهشة المفاجأة ...
ليس لأن من الغد سيكون يوم ميلادها ... بل لأنني فقدت حاسة الكلام للحظات ثم عاودت أقول لها ...
ليتني قريب منك كنت أتيتك على الأقل بوردة واحدة وألقيتها أمام باب داركم
ضحكت هذه المرة وقالت معقبة ومن أين ستجد بائع ورد ينتظرك في هذه الساعة المتأخرة من ليل الرياض لتبتاع لي وردة
وقبل أن أجيب وكأنها تريد أن تخرجني من ورطة الموقف الذي اصطنعته لنفسي وأوقعت نفسي فيه ... قائلة
أعتبرها يا سيدي وصلت
خطر في بالي لحظتها أوعدها أن أكتب لها كلمتين في يوم ميلادها .... ولكنني أعرف نفسي بأني لا أجيد صناعة الكتابة في المناسبات
كأنها أحست بهذه الخلجات التي تدور في ذهني وقالت ...
هاتفتك الليلة كأول شخص أعلمه بيوم ميلادي لا لشيء إلا لأبلغك أنه بدءا من مطلع يوم ميلادي الجديد
سأكتب (البستاني) كأول كلمة في أول سطر في دفتر حياتي مع إطلالة يوم ميلادي الجديد
بعدها سألقي بكل دفاتري وأوراقي وألبومات صوري وحتى ذاكرتي من نافذة غرفتي وسأنسى كل سنوات العمر التي مضت قبل أن أحبك ....
وهنا أسرعت بمقاطعتها قبل أن تكمل كلامها كي لا تفوتني اللحظة فقلت لها متسائلاً بصوت خفيض:
أو تحبينني ...؟
قالت: يا الله منك .... لماذا كلما سرت معك بضع خطوات للأمام تعيدني إلى الدائرة الأولى ...
ألم تشعر بعد بأني أحبك وأنك أول وآخر رجل أصطفيه لحياتي ...
أنت لست صدفة كما كان لقاؤنا ...
إنك قدري .
“البستاني”