بعهد اللي له جلاميد الصخور تلين
ابو متعب حجا الاسلام مسند باقي العربه
على شعبه ربيعٍ فالقسى ينصونه المسنين
ليا حدتهم الحاجه وناب الوقت كشّر به
ملاذٍ عن خطوب الدهر للأدنى وللأقصين
وله نبراس عرفٍ لا ظلم الليل انتنوّر به
وحنّا من وفاه إلنا معه دبّ الدهر وافين
نحبّه ونخذل من ظاهره بالحرب ونحربه
وفيٍّ وافيٍ معنا هو ويّا اسلافه الماضين
ولا منّه ومرنا مالنا عذر نتعذّر به
نفضّل مسكنٍ تحت اللحد بين الثرى والطين
ولا علمٍ ينقّص قدرنا ولا نعيّر به
وحنّا أسلافنا وافين فأمر اسلافه الفانين
فعلوا فعلٍ نميّز به ونفخر به ونشهر به
أوايلنا مع أولهم وتالينا مع التالين
تبادلنا الوفا والحلو والمرّ نتخاشر به
وأبو متعب من أرباب الوفا واخوانه الباقين
شبولٍ طبّقوا فعل الغضنفر وسلكوا دربه
شبولٍ كل منهم فيه نزعة سيد العرين
نجبّه رمز المكارم واقتبس منه وتأثّر به
أبو تركي مولّع مشعل المجد ومنار الدين
زعيمٍ كلّ الأوصاف المثاليه توفّر به
بدت فيه الرجولة قبل سنّه يبلغ العشرين
وتهقوا مطلبٍ محدٍ تهقوا به وفكّر به
يصارع له همومٍ تسهره لا ناموا السالين
ينام من الشهر ليله وباق الوقت يسهر به
وقاد أشاوسٍ تعدادهم ما يصل السبعين
يدوّر له ذهيبٍ في زمن ما ينتدوّر به
زمانٍ فيه قلّ المحسنين وكثروا المسوين
به المنكر غدا معروف والمعروف ينكر به
وراع الحق ما توخذ له حقوقه من المخطين
ولا حدٍ يستمع به لو يصيح ولا يناظر به
وحكّامه على الأتراك وأهل الغرب معتمدين
دول من هم في هاك الزمن فيها تمكّر به
ولكن همّته من عظمها صمّ الصخور تلين
وعزمٍ فايقٍ لو كبرت القالات تصغر به
ضديده من دهاه ومن عظم باسه يشوف الشين
وصدره دانميت القهر والغبن يتفجّر به
ربوع الدار قبله فوقها ينعق غراب البين
وفيها الناس ينهب مالها والدم ينثر به
ومن تسعة عشر هجري ليا الثلاث والخمسين
وهو يقضي على أصحاب الفتن ويحرّر التربه
الُه معاركٍ تشبه حنين ومعركة حطّين
وعيناها وكل كتاب تاريخٍ تسطّر به
دخل في صرح تاريخ الفعول مع أوسع البابين
ورد بيره يريد أسمى مطاليبه وصدّر به
يا كم ليلٍ سراه اليا غدا ليل الشتاء ليلين
شتاً به تنطل الخيل الفلا والريم تنفر به
وكم عارض هجيرٍ والنضا والقوم عطشانين
بلا هوبٍ شفاياهم يبيس وييبس القربه
وجمع شمل الشعوب وألّف الأدنين والأقصين
وفعل فالناس فعلٍ عند خلاّقه يواجر به
حكيمٍ عبقريٍ بالدها يقهر دها الحذقين
ولا دارت رحى الهيجاء لحاله ينطح السربه
الُه يمنى تمدّ المعسرين وتغني أهل الدين
سباع الغاب محدٍ يحتمل من كفّها ضربه
نهج له منهجٍ مشهود ما بين القسى واللين
على الأخيار خير وفي كبود أهل الخطأ حربه
بشعبه حكّم الشرع وفصل بالسيف أبو حدّين
يا كم ضدٍّ قطع راسه وكم ضدٍّ قلع سربه
وربي جاعلٍ للناس في دنيا الفنا دربين
ومن يطيب له واحد من الدربين يعبر به
لكن واحد يروح يسار والثاني يروح يمين
ومن يمشي مع الأيسر للأخطار يتياسر به
ومن يسلك طريق الميمنة ينجي مع الناجين
وراع الدرب الأيسر سيف أبو تركي يعزّر به
ونهج بالصفح منهج كاظمين الغيظ والعافين
وعفا عن من تآمر بالردى مع من تآمر به
عسى مثواه حدر أشجار بين أنهار عليّين
ويجعل له قدم صدقٍ نهار الحشر يظهر به
ويرد الحوض يوم الأشقياء عن ماه مقهورين
ويشرب شربةٍ ما يشتهي من بعدها شربه
عظيمٍ عقّب أنجالٍ على ممشى الوفا ماشين
وفينا حكموا شرعٍ على الباقين ننصر به
وما دام إنّا على ربّ السما والأرض متّكلين
وشرعه في قضايا الشعب ينهى به ويومر به
نتحدّى به جيوش الغرب وأهل الشرق وأهل الصين
ولا هينوا اهل القانون شرع الله نوقّر به
أمنا به وأمنا بالشفيع ورسله الثانين
وأمنا بالهدى.. والجبت والطاغوت نكفر به
وصلاة الله على من بُعث بالأنفال وبياسين
رسولٍ جاب قول الحقّ ونذّر به وبشّر به