لا شك أن لموقع تويتر أثراً بالغاً وعظيماً على الجميع برغم بعض الآثار السلبية التي لا تُنسبُ لغير أصحابها من المغردين العابثين والمنحرفين أخلاقياً وفكرياً وعقدياً، فهو معرض مفتوح على مدار الساعة لمخازن العقول وكوامن القلوب، وقد كان للحد من الثرثرة باختصار التغريدة وتحديدها بعدد معين من الأحرف دور كبير في الحد من الإسهاب الممجوج والتشعب الممل و(التمطيط) المزعج عند من يعاني من شهوة الكلام والدوران غالبا حول الموضوع المراد إيصاله قبل الوصول إليه.
ولأن خير الكلام ما قلّ ودلّ فقد أجبر المغرد على الإقلال والاختزال، مما أتاح للمطلع والمتابع لاختصارات من يريد متابعتهم الحصول على الخلاصة التي أثبتت قدرة البعض على إيصال فكرته وكشفت قدرة البعض على فن الاختزال مع عدم الإخلال بالمعنى المراد وصوله بقدرة فائقة على حسن الصياغة وقوة البلاغة، وقد استفاد عشاق الشعر بشقيه الفصيح والعامي من هذه التقنية الرائدة التزود بالنادر من مخزون الذاكرة الشعرية وروعة إبداع شعرائها المعاصرين الذين يحاولون طرح ما لديهم باختصار متناهٍ وإبداع مبهج، وجعل كل ما يريد الشاعر قوله خاضعاً للإبداع والاختزال من خلال بيتين لا ثالث لهما في الغالب الأعم، وللحديث عن هذا الجانب من التقنية العظيمة حديث ممتع لا يقل عن التقنية ذاتها.
تغريدة:
كل من طال عن عيني وسمعي غيابه
ما عذلته عن الغيبة عسى الله يعينه
بالوفا والمحبة والظروف انتشابه
وله بقلبي مثل مالي بقلبه وعينه