تستحق الملاحظات المهمة التي طُرحت من قِبل بعض أعضاء مجلس الشورى في اجتماعه الأخير (السابع والأربعين)، الذي عرضت فيه (لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب) تقريرها الخاص عن التقرير السنوي للرئاسة العامة لرعاية الشباب، التمعُّن بل التوقف والمناقشة.
كنتُ أتحدث قبل كتابة المقال مع صديق يعمل في الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن بعض تلك الملاحظات، وعندما قلت إنها تستحق المناقشة كان رده بل إنها تستحق (الملاحقة) من قِبل الجهات الرقابية المعنية، وأيضاً من قِبل السلطات المؤثرة، وبشكل خاص (السلطة الرابعة)!!
وبعيداً عن الملاحظة التي تُردَّد (دوماً) عند الحديث عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والمتجددة باستمرار، التي تتعلق بالدعم المالي، وتكررت في الجلسة والمناقشة والطرح، هناك ملاحظات أخرى لا تقل عنها أهمية، مثل ضَعف الكادر الوظيفي في الرئاسة، وعدم تأهيل الموظفين جيداً بما يتناسب مع وظائفهم الروتينية، وهذه مسألة مهمة جدًّا؛ إذ كيف يمكن للعمل أن يتطور من غير كوادر قادرة ومؤهلة؟ وكيف يمكن للموظف أن ينجز في جهاز يتجاهل تحفيزه بأدوات ومزايا التطوير المتعددة، مع معاناة الجهاز من قلة عدد موظفيه ووجود 150 وظيفة شاغرة - كما ورد في التقرير - تنتظر إفساح المجال واستقطاب الكوادر الوظيفية الشابة والمؤهلة للعمل وتحسين الأداء في جهاز عرف ووصف بأنه (مترهل) وظيفياً!!
ولعل ضعف الكوادر وقلتها يظهران للوسط والمتابع الرياضي من أوجه عدة، منها اقتصار كثير من اللجان الرياضية على أسماء محددة، وتكرار تلك الأسماء في لجان مختلفة، سواء كانت مركزية أو مناطقية، وهو ما يضعف عملها، ولا يظهر نتاجها ولا تنفيذ توصياتها أو حتى متابعتها، بدليل أن الكثير منها، التي تُشكَّل لدراسة ومعالجة موضوع عند ظهور مشكلة في استاد أو في ملعب أو قضية في منشأة رياضية أو شكوى في منطقة، ينتهي بها الأمر غالباً عند ذلك الحد، ولا يُعرف شيء عن أعمال وتوصيات ونتائج كثير من تلك اللجان وأين ذهبت وما حدث فيها. والأمر يتجاوز ذلك إلى درجة أن بعض اللجان لا تعرف هي بحد ذاتها ما هو مطلوب منها، أو ما الأمر المكلفة به، وهو ما انكشف مؤخراً في آخر قضية في مكتب رعاية الشباب بجدة، عندما استُدعيت لجنة مشكّلة لدراسة أحد الموضوعات، واتضح أن اللجنة لا تعرف هل هي جاءت (للتحقيق أم للتحقق)، وهو أمر طبيعي طالما أن هذه اللجان تُشكَّل من غير المتخصصين، ويعرف أعضاؤها أنها لمجرد التشكيل، أو أن عملها قد يكون (إجرائياً بحتاً) أسوة بغيرها من التي تُشكَّل أحياناً لإسكات الأصوات، وأخواتها التي تُشكَّل لامتصاص الغضب.
كلام مشفر
· من أهم ما تحتاج إليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب إخراج عمل العديد من موظفي مكاتبها من العمل والدوام الروتيني (الصباحي) في المكاتب، وعدم اقتصار بعض الخروج على منشآتها (صالاتها وملاعبها)؛ فغالبية الشباب لا يوجدون صباحاً، والغالبية الأكبر خارج المنشآت الرياضية الرسمية.
· من التوصيات المهمة للجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في الشورى دعوتها إلى ضرورة (تقويم واقع الأندية الرياضية والبرامج والنشاطات الشبابية من قِبل جهة مستقلة، بما يمكنها من النهوض بمستوى الأداء الشبابي والرياضي).
· ومن التوصيات المهمة أيضاً مطالبتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بـ(إنشاء مراكز للشباب لاستيعاب أكبر عدد من الشباب لتنمية الجانب الديني والثقافي والانتماء الوطني وتلبية حاجاتهم الاجتماعية والثقافية والسلوكية والبدنية).
· أيضاً مطالبة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بـ(تطوير وسائل تواصلها مع الشباب والفتيات خاصة، من خلال الإعلام الحديث ووسائل التواصل الاجتماعي، وأن تستوعب طاقاتهم وخبراتهم، وتنمي فيهم حب العمل التطوعي).
· ومن التوصيات المهمة أيضاً دعوة الرئاسة إلى (وضع خطط عمل مشتركة مع القطاعات المعنية بأمور الشباب، مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على تحديد الأدوار والمسؤوليات).
· مشاريع عديدة في الكثير من الأجهزة الحكومية الأخرى تحتاج إلى تعاون ومتابعة وتنسيق من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والتفاعل معها للاستفادة منها، وتوظيفها بالشكل الشبابي المناسب جداً والمكمل لدورها وواجباتها.
· وعلى سبيل المثال، وكما ورد في التقرير، مشروع (تطوير) في وزارة التربية، ومشروع (نادي الحي) في مراكز الأحياء، وأضيف إليهما مشروع (الساحات الشعبية) في أمانات وبلديات المدن.
· هذه المشاريع وغيرها تستحق بل تحقق الكثير من الأهداف، وتزيل العديد من الملاحظات التي توجَّه للرئاسة العامة لرعاية الشباب لو تم التعاون والاهتمام بها، وإخراج موظفي المكاتب من العمل والدوام الصباحي الروتيني.