الجزيرة - وهيب الوهيبي / تصوير - مترك الدوسري:
نوه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالدور الإنساني والخيري الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز داخل المملكة وخارجها. وقال سموه عقب حضوره مساء أمس حفل تكريم منظمة التعاون الإسلامي لصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال في العاصمة الرياض إن تكريم سموه مستحق لأعماله الخيرية والإنسانية لافتاً أن مؤسسة الأمير الوليد بن طلال الخيرية مفخرة للسعوديين لعطاءاتها الإنسانية في العالم أجمع. وكان الحفل الذي حضره صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وعدد من كبار المسؤولين والسفراء قد بدأ بالقرآن الكريم ثم ألقى الأمين العام المكلف لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية إحسان بن صالح طيب كلمة أشار فيها إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال شخصية استثنائية فهو صاحب المشروعات الاقتصادية الحيوية ذائعة الصيت في العالم كله وهو رجل العطاء والبذل والداعم الكبير للعمل الخيري والإنساني داخل المملكة وخارجها.
وأشار في هذا السياق إلى أن مؤسسة الأمير الوليد بن طلال الخيرية قدمت على مدى ثلاثين عاماً نحو أحد عشر مليارا للعمل الخيري والإنساني. لافتاً إلى أن مؤسسة سموه الخيرية لها مبادرات ومشروعات إنسانية كانت لها إسهامات فاعلة في نهضة الشعوب وتنميتها المستدامة في مختلف أنحاء العالم وفي مقدمتها منطقتنا العربية إذ وصلت مشاريعها في آسيا إلى مائة مشروع استفادت منه خمس وعشرون دولة، وفي أفريقيا تسعة وتسعون مشروعاً استفادت منه ثلاث وثلاثون دولة وفي أوروبا أحد عشر مشروعاً استفادت منه ست دول إضافة إلى مشروعات أخرى في الأمريتكتين وأستراليا ومناطق أخرى إلى جانب جهود مؤسسة سموه الخيرية في برنامج الحوار بين الأديان والحضارات من خلال إنشاء ستة مراكز باسم الوليد بن طلال في ست جامعات عالمية مرموقة. إلى ذلك نوه سفير جيبوتي لدى المملكة ضياء الدين بامخرمة نيابة عن السلك الدبلوماسي في المملكة بجهود الأمير الوليد بن طلال الخيرية والإنسانية لافتاً إلى ان تكريم منظمة التعاون الإسلامي لسموه يأتي لعطاءات سموه وأياديه البيضاء في خدمة الإنسانية داخل المملكة وخارجها.
تلا ذلك كلمة الأمين العام لمنظمة التعان الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي أكد فيها أن مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية، نموذج دولي للمؤسسات الشاملة التي تحكمها القيم، ويحركها الإيمان بخدمة البشرية أينما كانت، فهي لا تقتصر في عمله على مجال أو جنس بعينه، بل تساهم في كل مجال من شأنه بناء الإنسان، ولا تعرف الحدود الجغرافية، ولا الانتماء العرقي أو العقائدي، ولا غرو في ذلك، فقد علمنا ديننا الحنيف أن في كل كبد رطبة أجر، من أجل ذلك فقد امتدت نشاطات هذه المؤسسة على امتداد الكرة الأرضية، من أدغال افريقيا إلى تخوم آسيا، ومن أقاصي أوروبا إلى أعماق مريكا، وتنوعت مجالات عملها، من دعم مبادرات الحوار بين الأديان مثلاً، إلى التعافي من الكوارث، مروراً بتمكين المرأة، وانتهاء بالتفاهم وتنمية المجتمع، وحرصت في إطار عملها على تطبيق معايير الحرفية، واتباع أفضل الممارسات العالمية في مجال تقديم الدعم والمساندة لكل المحتاجين.
وأضاف: طوال الثلاثين عاماً الماضية، قدمت هذه المؤسسة مساهمات متميزة في مجالات التنمية البشرية، والاقتصادية والاجتماعية، رفعتها إلى مصاف كبار المؤسسات الدولية المانحة بلا منازع. إنها مؤسسة جديرة بالاحترام، لذلك كان حرياً بهذه المؤسسة الناجحة، وصاحبها الذي نحتفي به اليوم، أن تنال أعلى درجات التكريم والعرفان في شتى بقاع الأرض، ومن مختلف قادة العالم. وأشار الأمين العام أن سموه قدم لمسيرة منظمة التعاون الإسلامي الإنسانية، الكثير مما لا يحضرنا حصره أو تعداده في هذا المقام، وكان تعاوننا في المجال الإنساني جديراً بالإشارة والإشادة. ففي الصومال، أجزل سموه العطاء، واتسع كرمه ليشمل برامج أساسية بدأتها المنظمة منذ بداية كارثة المجاعة الأخيرة في الصومال، وتواصلت حتى يومنا هذا، وشملت برامج التعليم للنازحين، وتوفير مياه الشرب النقية في المخيمات، وإنشاء أول نظام إسعاف طبي متكامل في هذا البلد المنكوب. استفاد من هذه البرامج حتى اليوم ما يزيد على خمسمائة وثمانين ألف نازح من النساء والأطفال والشيوخ في كل أنحاء الصومال، أما في قطاع غزة، فكانت أيادي الخير لسموه حاضرة عبر شراكة بناءة مع منظمة التعاون الإسلامي في مجالات الصحة والمياه والإسكان.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال كلمته في الحفل قال فيها: التقي مع المنظمة في الكثير من أهدافها المرسومة لها، فهناك قواسم مشتركة بيننا، وخطوط التقاء عديدة تجمعنا، ولذلك فإني أعرب لهذه المنظمة والقائمين عليها عن مدى شكري وتقديري وامتناني للجهود المبذولة وللأيادي المخلصة التي تخطط فتتقن، وتنتج فتبدع.
كما أشكر للمنظمة ممثلة في معالي الأخ أكمل الدين أوغلو ثقتهم في شخصي وتقديرهم للجهود التي تبذلها مؤسساتنا الخيرية والإنسانية الثلاث، وبالأخص مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية العالمية، التي تشترك أهدافها في المضمار الخيري والإنساني مع أهداف المنظمة لتعزيز حقوق الإنسان ولاسيما الطفل والمرأة التي لها نصيب وافر من برامج مؤسساتنا.
وأعرب سموه عن اعتزازه بما تقدمه اليوم لي منظمة التعاون الإسلامي من تكريم. وقال: مصدر فخري واعتزازي نابع من كون المنظمة تمثل مسلمي 57 دولة إسلامية شملتها برامجنا التطويرية، فتكريم المنظمة لي اليوم هو تكريم منهم لمؤسسات الوليد بن طلال الخيرية والإنسانية التي وصل نشاطها إلى أكثر من 80 دولة في العالم من ضمنها الدول الأعضاء في المنظمة، وهذا تقدير عظيم يحق أن يُفتخر به.
وأضاف: إن المساهمة في إنجاح الاقتصاد المحلي والعالمي الذي نقوم به من خلال ما نزاوله من أعمال تجارية ومشاريع استثمارية هي أحد جناحي التنمية، وأن المساهمة في العمل الخيري والإنساني هي الجناح الثاني، ولا يتم التحليق إلا بالجناحين معاً، كما نعي: أن بروز العمل التطوعي في أي مجتمع، وحرص رجال الاعمال على اداء مسؤولياتهم يعكس نضج ذلك المجتمع وتحضره.كما أكرر الشكر والتقدير للأخ البروفيسور أكمل الدين أوغلوا قيادة هذ المنطمة فاتخذ تدابير أدت إلى نقلة نوعية هامة اعتبرها المراقبون خطة إصلاح للمنظمة أجد نفسي في حل من ذكرها أبرزها:
الانتقال من فكرة التضامن التصوري إلى التضامن في العمل، واعتماد ميثاق المنظمة الجديد، وإنشاء إدارات جديدة في المنظمة من أهمها: إدارة شؤون الأسرة، والجهاز المختص بالنهوض بالمرأة.
لقد أدت هذه التغييرات الإصلاحية في ميثاق وبرامج المنظمة وخططها إلى آثار إيجابية انعكست على الدول الأعضاء بما حقق كثيراً من النجاح في بلوغ الأهداف، على الرغم من أنه مازال الطريق طويلاً للوصول للهدف المنشود وهو التعاون والتعاضد الإسلامي الفعال. وفي ختام الحفل تسلم الأمير الوليد بن طلال هدية تذكارية من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.