عندما قرأنا أن المزين النسائي اللبناني جو رعد يتحضر لدخول عالم الغناء ومنافسة نجومه، كنا نعتقد أن في الأمر مزحة، ولكن بعد إطلاقه فيديو كليب «نظرة منك» من كلمات هاني عبد الكريم وألحان تميم وتوزيع مدحت خميس وتسجيل استديو ماجد المهندس، لمسنا جديته بما طرح، والمفاجأة كانت بعرض الفيديو كليب على قنوات روتانا بشكل حصري، ليس لأن الفيديو كليب غير متميز أو أن الأغنية تشوبها شائبة فقط، بل لأن لما يشكله من تحدٍ فاضح لمفاهيم الفن الغنائي عامة، الذي يشترط أولاً وجود الطاقة الصوتية (التي باتت مفقودة في زمننا) وثانياً يروّج لمفاهيم اجتماعية جديدة، لأن الأمر لا يقتصر على غناء جو رعد المليء بالميكساج والمونتاج الصوتي، بل بالحركات والرقصات والتمايلات الأنثوية المرفوضة على شاشة روتانا تحديداً (سابقاً).
مضمون الكليب مبهم الغاية والتوجيه، سواء بالحركة أو بالسيناريو (شأن الكثير من الفيديوهات) ولكن في البداية انطلق الكليب ليصور المشاهد الطبيعية لجزر البهاماس الرائعة مع التركيز على صورة التمثال وإبراز عورته التي أخفيت فيما بعد من باقي المشاهد بالفوتوشوب. أما التمايلات والدلع الأنثوي فكانت سيدة الصورة حيث لم يتخلَ جو رعد عن النظرات الغرامية مع كل همسة يغنيها، فـ «تدبيل» العيون لا يصلح إلا لفتاة مراهقة عاشقة وليس لـ»رجل» على أبواب الأربعينات، فالمسألة ليست بتصميم الرقصات المرافقة التي لا تصلح إلا للكرنفالات الجنوب أميركية، ولكن بالفكرة نفسها التي لا تعبر سوى عن شخصية ترقص وتتمايل بطريقة غير احترافية. يذكر أن لجو رعد تجربة سابقة مماثلة حيث صور أغنية في بداية التسعينات وهو يتمايل على دراجة هواية، لكن الفكرة نضجت هذا العام ليستقر جو على تطبيق صفة المغني الذي سيصير محترفاً خلال العام 2014، التي ستشهد إصدار ألبوم غنائي كامل له وحفلات بالجملة، خصوصاً أنه لقي كل الدعم والتشجيع من صديقاته اللواتي يزيّنهن، أحلام، شيرين، عبد الوهاب، وأصالة، بكل أسف. والأكثر تقديراً لموهبة جو رعد المستحدثة هو الفنان ماجد المهندس، ويبقى السؤال، لو تقدم جو رعد إلى برنامج هواة تضم هؤلاء الأسماء في لجنة تحكيمها فهل سيصوتون لنجاح جو رعد ويضمنون فوزه بلقب أفضل مطرب مثلاً؟ وربما سيشارك في حفلاتهم قريباً.