حضرت حفل افتتاح متنزه وحديقة الملك عبدالله في الملز يوم الأربعاء الماضي 2-10-2013 مع من حضر برعاية صاحبي السمو الملكي أمير منطقة الرياض ونائبه وحضور جمع كبير من أهل الرياض, إنه حدث جميل ورائع وافتتاح ممتاز لهذه الحديقة التي تمثل إضافة جديدة لمدينة الرياض جمالاً ومتنفساً لأهلها, النافورة الراقصة كان لها وقع جميل وهي تتراقص على أنغام سعودية, الجو كان صافياً جميلاً ونحن مقبلون على أجمل أجواء الرياض خلال السنة, على الرغم من الاكتظاظ إلا أنه دليل على أن الناس متشوقون لإنجازات كهذه ومعالم سياحية جديدة كهذه.
الحديقة بتصميمها رائعة وبمساحتها تعطي الفرصة للجميع لكي يكون هناك خيار جديد على قائمة خياراتهم للاستجمام والراحة, إمارة الرياض وأمانتها لا يمكن وصف الشعور بالرضا عن أدائهم ولا يمكن حصر كلمات الشكر والعرفان لهم على ما قاموا به من جهود جبارة لإخراج هذه الحديقة الى النور وتوفيرها أمام أهل الرياض وسكانها, لعلها دائماً أبداً هي الكلمة الأبسط والأكثر توصيلاً للمعنى. وبكل اختصار شكراً شكراً شكراً.
عدت يومي الخميس والجمعة, حقيقة عودتي لم تكن فقط للاستمتاع بها وبمعالمها والترويح عن النفس, بل كانت أيضاً لتسجيل الملاحظات ومتابعة ردود الأفعال, لعله مبكر جداً تسجيل مثل هذه الملاحظات ولكن لا مانع من أن نستبق أي انحرافات قد تظهر وتؤثر على المظهر العام وبالتالي على مسيرة تحقيق الأهداف المنشودة.
من الملاحظات المهمة جداً إنه ما زال التعامل مع مساحات سياحية متوفرة لنا كهذه يتم على أنها مساحات مفتوحة لرحلات البر, ورأيت أن الغالبية يتعاملون على أنها مساحة ليجلسوا عليها, فلو كانت هذه هي الفكرة من وراء إنشاء الحديقة لكان الأوفر إبقاءها مساحة فارغة فقط بقليل من الإنارة والعشب الأخضر, لكن أبداً ليست هذه هي الغاية, الغاية وجود معلم سياحي ترويحي ترفيهي مستمر وجاذب.
ما رايته يومي الخميس والجمعة أعطاني الضوء الأخضر لأدق الناقوس الأحمر, أن الناس ستبتعد عن الحديقة لأنها ستصبح مساحة جديدة من سوء التنظيم والاكتظاظ, شاهدت الناس ترمي النفايات في بركة النافورة, يجلسون حول البحيرة الصناعية مانعين أي فرصة لأحد ليشاهدها, شاهدت الناس تجلب الأطعمة والمشروبات والمجالس, والأهم شاهدت أناساً يدخلون ثم لا يلبثون أن يخرجوا فوراً, لماذا، لأنهم بكل بساطة لم يجدوا فيها غايتهم. معلم سياحي متميز جديد يستحق أن يوفر له كل أركان التميز, يجب وضع رسوم على الدخول او اشتراكات سنوية, يجب وضع خطة مرورية أمامها لمنع الازدحام, منع دخول المشروبات والأطعمة بتوفيرها داخل المتنزه. نعم وبكل تأكيد تذكر عزيزي أن حريتك تنتهي عند حدود حرية الآخرين, لأن من يحمل فراشه وماءه وقهوته وطعامه فلا تفرق عنده إن ذهب الى البر او على طريق المطار, أما من يريد الجلوس في مكان محصور أنيق جميل فيه بحيرة ونافورة راقصة, يجد مكاناً بكل سهولة ولا يجوب من حوله آلاف الجنسيات المتنوعة فعليه أن يدفع ويساهم بتوفير مثل هذه البيئة له.
رجاء وأمنية ودعوة أن لا تسمحوا للوجه الحضاري للرياض بالاختباء والسماح للوجه غير الحضاري بالظهور والسيطرة, الحسنات كثر وتمحو السيئات ولكن إن ظهرت السيئات ولم تعط الفرصة للحسنات بالظهور فإن النتيجة حتمية بالحكم على النتائج, بناء نظام أساسي لزوار ورواد المتنزه أمر حضاري جميل يساهم في استمرار التميز ومزيداً منه, والمستقبل سيكشف لنا ما يحمله.