نعيش فرحة غامرة بحصول سيدتين ورجلين على جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز «رحمها الله» للتميز في العمل الاجتماعي في دورتها الأولى التي حملت عنوان «التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة والشباب من الجنسين من ذوي الدخول المنخفضة», حيث إن هؤلاء الفائزين تم دعمهم وتمويل مشروعاتهم من قبل الصندوق الخيري الاجتماعي بالتعاون مع الجمعيات الخيرية التابعين لها, وذلك وفق منهجية الصندوق في تقديم خدماته للقادرين على العمل والإنتاج, وهذا الفوز يعبر عن النجاح الحقيقي لهؤلاء الأفراد العصاميين بالنظر لمعايير الجائزة الصارمة، خصوصا أن منح الجائزة قد مر بمراحل عدة من الفرز والتحكيم، مما يدل على أن الجائزة لا تمنح إلا لمن يستحقون ويعطون دلالة على الأثر المتحقق في حياتهم وانتقالهم من مرحلة الحاجة لمرحلة الاكتفاء، ونأمل أن تكون الجائزة محفزاً لهم للانطلاق لمرحلة تكوين أنشطة تجارية أو خدمية أكثر دخلاً واستقلالية.
إن برنامج المشروعات الصغيرة والأسر المنتجة الذي يعتبر من أهم البرامج التي يتبناها الصندوق يستهدف المحتاجين القادرين عن العمل من الأفراد والأسر، وذلك بمنحهم قروضا حسنة غير ربحية لإقامة مشروعات استثمارية إنتاجية أو خدمية تسهم في تنمية قدراتهم وتحسين ظروفهم المعيشية, وتكمن أهمية البرنامج في كونه آلية غير تقليدية لمعالجة الحاجة والعوز في المجتمع, ولا ينحصر دوره في تقديم القروض فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل عملية تأهيل المستفيدين نفسيا واجتماعيا وتنمية قدراتهم الذاتية بما يحقق الاستفادة القصوى من القروض التي يحصلون عليها, ويعمل البرنامج على تحقيق رؤية الصندوق الخيري الاجتماعي للعمل الخيري عن طريق تأهيل المحتاجين وتنمية قدراتهم وتطويرها للاعتماد على أنفسهم، وليصبحوا أناساً منتجين عاملين يسهمون في تطوير مستواهم ومستوى أسرهم المعيشي وتنمية مجتمعهم, وهذه الرؤية تقتضي عملاً جاداً وتستلزم تقديم الكثير من الخدمات الأخرى, فبخلاف توفير التمويل يعمل البرنامج على تقديم الإرشاد والتوجيه، بما يتناسب مع قدرات وإمكانات الفئات المستهدفة، إضافة إلى المتابعة الفنية التي تسهم في تصحيح مسار أصحاب المشروعات.
إن الفرص كثيرة، وكذلك العقبات ونعتقد بأن النموذج الذي اتبعه الصندوق في التعامل مع الفئات المستهدفة لنشاطه يعتبر من أفضل الطرق والأساليب, ونأمل من الله سبحانه أن يوفقنا لنيل شرف خدمة المحتاجين والإسهام في تغيير أحوالهم للأفضل, وختاما نتقدم للفائزين بوافر التبريكات والأمنيات بمزيد من التقدم والنجاح.