أكَّد معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، أن «جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالميَّة للترجمة» استطاعت في سنوات قليلة أن تفتح آفاقًا واسعة من التواصل المعرفي والإنساني بين أبناء الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة والثقافات الأخرى في كلِّ مجالات المعرفة؛، مشيرًا إلى الأهداف السامية التي من أجلها أنشئت الجائزة وهي الإسهام في نقل المعرفة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربيَّة ومن اللغة العربيَّة إلى اللغات الأخرى، وتشجيع الترجمة في مجال العلوم إلى اللغة العربيَّة، وإثراء المكتبة العربيَّة بنشر أعمال الترجمة المميزة، وتكريم المؤسسات والهيئات التي أسهمت بجهود بارزة في نقل الأعمال العلميَّة من اللغة العربيَّة وإليها، والنهوض بمستوى الترجمة وفق أسس مبنية على الأصالة والقيمة العلميَّة وجودة النص.
جاء ذلك في تصريح بمناسبة حفل تكريم الفائزين بالجائزة في دورتها السادسة الذي يُقام في مدينة ساو باولو بالبرازيل 16-12-1434هـ.
وقال ابن معمر: إن أهم ما يميّز هذه الجائزة العالميَّة، تجاوز فكرة المكافأة التي يحصل عليها المترجمون نظير إجادتهم لعملهم في ميدان الترجمة؛ لتصبح ميدانًا فسيحًا للتلاقح الثقافة العربيَّة مع غيرها من الثقافات في بوتقة لتفاعل النتاج العلمي العربي مع نتاج اتباع الأمم والثقافات الأخرى، وساحة للتعرف على الخصائص المميزة في كلِّ ثقافة، التي تشكلت عبر سنوات طويلة من تراكم الخبرات والمعارف والتطوّر المجتمعي، والتأثير والتأثُّر بغيرها من الثقافات.
وأكَّد ابن معمَّر على أن من أبرز مقوِّمات نجاح «جائزة خادم الحرمين الشريفين العالميَّة للترجمة» تلبيتها لاحتياجات حقيقية لمثل هذه النوعية من المشروعات التي تهدف إلى اختراق حاجز اختلاف اللغة واللسان، وعلاج الآثار المترتبة على ذلك الاختلاف من قصور في التواصل المعرفي والإنساني بين أبناء الدول والمجتمعات كافة، في ظلِّ ضعف دور المؤسسات الثقافية عن تقديم آليات تعالج هذا القصور الذي يُعدُّ من أبرز المعوقات لفهم الآخر، ومعرفة تقاليده وسمات مجتمعه، وحائلاً أمام الاستفادة من نتاجه العلمي والمعرفي وتراثه الإِنساني.
وأوضح ابن معمر أن الأعمال التي يتم ترشيحها لها، وكذلك الأعمال الفائزة بها تتيح لأبناء الثقافة العربيَّة الإسلاميَّة الاطِّلاع على أنماط التفكير وخصائص الثقافات الأخرى، كما تمكَّنهم من الاستفادة من عطائهم في مجالات العلوم الحديثة، لدعم برامج التنمية والتطوّر في عالمنا العربي وفي المقابل تتيح لأبناء الثقافة العربيَّة التعريف بثراء هذه الثقافة وما تزخر به من كنوز، وما قدمته من معارف وخبرات في عصور ازدهارها واستفاد منها كثير من الدول والشعوب.
وعن دلالات نجاح الجائزة، أشار معاليه إلى أنها لا تتضح فقط من الزيادة الكبيرة في عدد الأعمال التي يتم ترشيحها لها سنويًا، التي وصلت إلى أكثر من 810 خلال السنوات الستة الماضية فحسب؛ وإنما من خلال المستوى النوعي لهذه الأعمال، وحرص كبريات المؤسسات العلميَّة والأكاديمية على تقديم أفضل أعمالها بما يؤكد حاجة عالم اليوم لمثل هذه المشروعات والمبادرات التي تعزّز من فرص الحوار الفاعل والمثمر بين الثقافات.
وعبَّر معاليه في ختام تصريحه عن تقديره لترحيب جمهورية البرازيل لاستضافة حفل تسليم الجائزة للفائزين بها في دورتها السادسة، في إطار علاقات الصداقة السعوديَّة - البرازيلية على المستويين الرسمي والشعبي؛ إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله-، لإقامة حفل تسليم الجائزة كل عام في إحدى العواصم الكبرى، ترسيخًا لعالميَّة الجائزة، وسعيًا إلى تأكيد انفتاحها على كلّ الثقافات واللغات دون أدنى تمييز بين ثقافة وأخرى والتعريف بأهداف الجائزة ومجالاتها وشروط الترشيح لها في كافة الدول.