إعداد: وحدة التقارير والأبحاث الاقتصادية بـ(الجزيرة):
تأثرت أسعار النفط في الفترة الأخيرة بعوامل مختلفة عدة، بداية بالوضع في سوريا، الذي قاد اتجاه النفط في الفترة الأخيرة إلى مسألة سقف الدين، وتوقف كثير من أنشطة الحكومة الأمريكية، ثم دخلت على الخط الآن عاصفة استوائية، أثرت في الإنتاج في خليج المكسيك. ونستعرض هذه المحطات وتأثرها على الأسعار:
الوضع السوري
في الفترة السابقة، وأثناء تصاعد احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، شاهدنا كيف كانت أسعار الخام الخفيف مستقرة عند مستويات عالية، ووصلت إلى ما فوق الـ 110 دولارات، وسجلت 112 دولاراً. وظهرت بعض التقارير وقتها تقول إن أسعار البرنت يمكن أن تذهب إلى 150 دولاراً للبرميل، ويمكن أن تصعد بقوة إلى 120 و125 دولاراً فقط في اللحظات الأولى من الضربة. ويتزامن ذلك مع تقليص إنتاج مصفاة مهمة في كركوك من 350 ألف برميل إلى 200 ألف برميل، ويمكن توقف وعرقلة مليوني برميل من البصرة؛ وبالتالي تأثير الحركة على المنطقة.
وفي الوقت نفسه أتى أيضاً إضراب العمال في ليبيا، الذي شلّ صادراتها.وفي المقابل، تدخلت السعودية لتغطية النقص، ورفعت إنتاجها إلى 9.8 مليون برميل يومياً في شهري يوليو وأغسطس.
عوامل العرض والطلب
في الشهر الماضي كان إنتاج النفط الأمريكي في أعلى مستوى له في 20 سنة، ووصل إلى حدود 7.5 مليون برميل في اليوم، بينما استوردت الولايات المتحدة 8.5 مليون برميل يومياً، وكان المخزون الأمريكي عند 362 مليون برميل. ومع ظهور مسألة توقف الحكومة الأمريكية عن العمل، وقضية رفع سقف الدين، هبطت أسعار الخام الخفيف بقوة في الجلسات الأخيرة، ووصلت إلى مستويات الـ 101 دولار؛ بسبب مخاوف من أن يؤثر ذلك سلباً في الطلب في أكبر اقتصاد ومستهلك للنفط في العالم. ولكن أتى الدعم هذه المرة من مخاوف على العرض، ومن عوامل طبيعية، هي العاصفة الاستوائية «كارين»، التي من المتوقع وصولها إلى سواحل فلوريدا اليوم. هذه العاصفة أجبرت الشركات على وقف الإنتاج في خليج المكسيك؛ وبالتالي استفادت الأسعار من الحدث، وتناست مؤقتاً المسألة المالية الأمريكية، وعادت الأسعار إلى مستويات قريبة من الـ 104 دولارات.يُذكر أن أسعار الخام الخفيف سجّلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 147 دولاراً للبرميل، وحصل ذلك سنة 2008، بينما سجّل خام البرنت - وهو بترول بحر الشمال - الرقم القياسي عند 148.41 دولار.