كشف مسؤول رفيع المستوى بوزارة الداخلية التونسية أن أجهزة الأمن فككت «خلية إرهابية» متخصصة في صناعة القنابل اليدوية الصنع، تابعة لجماعة «أنصار الشريعة بتونس»، التي صنفتها الحكومة «تنظيماً إرهابياً»، وأصدرت بطاقة جلب دولية ضد مؤسسها سيف الله بن حسين. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف
هويته لفرانس برس: «تم في الأيام القليلة الماضية إيقاف كامل عناصر خلية إرهابية متخصصة في صناعة القنابل اليدوية، تابعة لأنصار الشريعة». ونفى المسؤول أن يكون التنظيم «استأنف مؤخراً نشاطاً دعوياً أو خيرياً مزعوماً في تونس (بعد حظره) مثلما تروج صور ينشرها بعض أتباعه على الإنترنت». وقال: «هذه الصور قديمة، وهم ينشرونها للمغالطة والإيهام بأنهم ما زالوا متماسكين». وأضاف بأن التنظيم «تلقى ضربات موجعة متتالية بعد تفكيك جناحيه العسكري والأمني واعتقال المسؤولين عنهما، وحجز الأسلحة التي هربها من ليبيا نحو تونس». وتابع بأن أعداداً كبيرة من أتباع التنظيم انسلخوا عنه؛ لأنهم لم يكونوا على علم بمخططاته الإرهابية، على حد قوله.
وبخصوص مكان وجود مؤسس التنظيم سيف الله بن حسين الملقب بـ»أبو عياض» رجح المسؤول أن يكون متخفياً في ليبيا.
في غضون ذلك أثار صمت المصالح المختصة إزاء الدعوات التي تعالت هنا وهناك، تطالب بغلق صفحات تنظيم أنصار الشريعة على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حفيظة آلاف التونسيين الذين ألحوا على وجوب التصدي لهذه المواقع والصفحات التي تنشر أطروحاتها المتطرفة، وتدعو صراحة إلى العنف والتطرف، وتعمل على استقطاب الشباب وتجنيدهم لفائدة تنفيذ مخططاتها الإرهابية.
وكان التونسيون قد فوجئوا منذ أكثر من شهر بإعلان وزير الداخلية تصنيف تنظيم أنصار الشريعة في تونس تنظيماً إرهابياً، وهي المرة الأولى في تاريخ البلاد تكون فيه تونس «بوابة وأرض جهاد ومسرحاً لعمليات إرهابية، قتل فيها جنود أبرياء، كانوا بصدد ملاحقة عناصر إرهابية تحصنت بجبل الشعانبي بالجنوب الشرقي للبلاد».