ما من شك أن جائزة حريملاء للتفوق في دورتها الأولى المقامة مساء يوم الجمعة 21/11/1434هـ في القاعة الكبرى بقصر الجماعة للاحتفالات، بادرة عظيمة وجميلة جدا في تشجيع الشباب والشابات، ومن لهم دور بارز في المساهمات، وفي تطوير بلادهم ومرافقها الحيوية، فكل ذلك يعطي دفعة قوية في التنافس والتسابق بين أبناء المحافظة في الحصول على قصب السبق والثناء الجميل:
يهوى الثناء مبرز ومقصر
حب الثناء طبيعة الإنسان
فكل في مجاله ومادته، وإن كان أولئك لا يرغبون المبالغة فيه..، وإنما هدف كل واحد منهم تحقيق ما تطمح له نفسه من معالي الأمور وسامي الرتب، ولا يسع كل إنسان مخلص إزاء هذه البادرة الطيبة من صاحب الجائزة إلا أن يشكر القائمين على هذه الجائزة الفتية باكورة إحسانهم في هذا المجال، وحبهم إلى شد سواعد أبنائهم وبناتهم إلى بر الأمان كي يكونوا لبنة صالحة في مجتمعهم، فكل عمل جميل يقصد به مرضاة الرب والرحمة لمن خلّفهم من آباء وأمهات يكون ثوابه مُدّخرا ليوم الحساب:
يفنى الذي تركوه من ذخائرهم
وما تركنا على الأيام مُدّخر
أجزل الله لهم الأجر وبارك في أعمالهم، وقد حظيت هذه الجائزة بتدشين صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض وبحضور نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أثناء زيارتهما محافظة حريملاء، كما سعدت الجائزة برعاية صاحب الفضيلة معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام على الرغم من تراكم أعماله المشرفة - وفقه المولى ورعاه وسدد خطاه - فحضور أمثال معاليه وتسليمه جوائزهم بيمينه لا تنسى وستظل ذكرى جميلة في خواطرهم مدى الأيام، كما ألقى معاليه كلمة ضافية وافية في تلك المناسبة هنأ فيها المتفوقين، وشكر القائمين عليها متمنيا للجميع دوام التوفيق، فهذه الجائزة ميدان في الحرص على التحصيل العلمي والشهادات العليا وسائر التخصصات، ونحمد الله أن تعدد الجوائز التشجيعية في هذا العصر المبارك في كل محافظة ومدينة، ومن محاسن هذه الجائزة التي أضاءت سماء محافظة حريملاء ربط أهلها ببعضهم وتقوية أواصر المحبة بينهم بتكرار حضورهم السنوي بمشاهدة أبنائهم المتفوقين وهم يتتابعون على علو منصة تكريمهم، وتسلُّم جوائزهم من يد راعي الحفل، فجو الحفل جو بهجة ومسرات للحضور عموماً.
وفي ختام هذه الكلمة الوجيزة جداً لا يسعني إلا أن أكرر شكري لجميع أعضاء لجنة الجائزة، ونخص بالذكر الأستاذ الابن البار علي بن أحمد الشدي، فلسان حال المكرمين وحال أوليائهم مغتبطين بهذه الجائزة السنية ومرددين هذا البيت:
هذا ثنائي بما أوليتَ من حسن
لا زلتَ عوضَ قرير العين محمودا