جدة - راشد الزهراني:
أعلنت وزارة الحج اكتمال الأعمال المشاركة في ندوة الحج الكبرى للدورة الـ 38 «فقه الأولويات في الحج» التي فاقت الـ130 عملاً بحثيًا وأطروحة علميَّة من كافة أنحاء العالم الإسلامي التي سيتم إخضاعها للجان التحكيم بالندوة لتدقيقها والتأكَّد من استيفائها للشروط التي وضعتها الأمانة العامَّة للندوة وملاءمتها لمفهوم الحج بصفته تجمعًا دينيًّا وعلميًّا يتم عبره التعارف والتواصل الديني والمعرفي بين المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها وتنطلق في رحاب مكة المكرمة في الثالث من ذي الحجة المقبل وتستمر على مدى ثلاثة أيام.
وأكَّد معالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار أن موضوع الندوة لهذا العام يختلف عن بقية الأعوام الماضية لأن فقه الأولويات هو من أهم ما تحتاجه الأمة في هذا العصر لتنظيم أداء شعيرة الحج وتيسير إقامتها على أحسن الوجوه بما يحقِّق مقصد الشارع من تشريعها مع حفظ أمن الحج والحجيج وإظهار موسم الحج بالمظهر الديني والحضاري اللائق بدين الإسلام وبأمة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم التي هي خير أمة أخرجت للناس، مشيرًا إلى أن موضوع الندوة يعد معايشة حقيقة لترحيب العالم بنداء المملكة لتقليص أعداد الحجاج مراعاة لظروف المشروعات القائمة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة وحفاظًا على سلامة وأمن ضيوف الرحمن من كافة أقطار العالم.
وعدّ معاليه لقاء علماء المسلمين فيما بينهم في حدِّ ذاته مكسبًا كبيرًا لمزيد من تمتين التواصل والتعارف وتضافر الجهود تعبيرًا عن وحدة الأمة الإسلاميَّة ومنعتها وينسحب هذا الأمر على من يمثِّل بعثات الحج لإحاطتهم بمادة علميَّة خصبة يمكن أن يرتكزوا عليها ضمن ما يجتهدون في إيصاله لحجاج بلادهم لمزيد من التوعية لكي يؤدوا نسكهم وفق مراد الله عزَّ وجلَّ ولكي يستفيدوا من الخدمات العظيمة التي وفرتها حكومة المملكة العربيَّة السعوديَّة وكذلك المشروعات في الحرمين الشريفين والتوسعات ذات الصلة بما في ذلك المشاعر المقدسة.
وأكَّد أن انطلاق الندوة من رحاب مكة المكرمة وقلب العالم الإسلامي يعطيها ثباتًا في بحث شؤون الحج بعد أن قاربت على الأربعة عقود من الزمان، مشيرًا إلى أنها في هذا العام ومن خلال الموضوع الذي تطرَّقه تبيّن للمسلمين من كافة أنحاء العالم أن الحكمة تقتضي مراعاة الأولويات لتحقيق مقاصد الشرع في حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال وبهذا تتحقق للفرد سعادته وطمأنينته ويتحقق للمجتمع أمنه وسلامته واستقراره وتقدمه، كما تسعى الوزارة من خلال عقد ندوة الحج الكبرى إلى إبراز الدور الثقافي والحضاري الذي تضطلع به المملكة لخدمة الحج والحجيج والتأكيد على الدور الثقافي والحضاري للمدينة المقدسة وأبنائها عبر العصور المختلفة وإبراز أهم الإنجازات والمشروعات الرائدة والتطوُّرات المتلاحقة في الحرمين الشريفين لخدمة المسلمين خصوصًا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- وترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلاميَّة من خلال موسم الحج عبر وجود هذه الأعداد الغفيرة من الحجيج.
ولفت إلى أن الوزارة تحرص من خلال الندوة على التواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات والمحافل العلميَّة والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلاميَّة وإرساء قواعد العمل الجماعي الموحد لأبناء العالم الإسلامي في الرد على الشُّبهات التي تحوم حول العقيدة والأمة والثقافة والتعريف بإنجازات الوزارة لخدمة الحج والحجاج وذلك إسهامًا منها في تنفيذ سياسة الدَّوْلة الهادفة لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن باختلاف جنسياتهم ووجهتهم.
من جانبه أكَّد أمين عام ندوة الحج الكبرى المستشار الدكتور هشام بن عبد الله العباس أنَّه في كلِّ عام يختار معالي وزير الحج عنوانًا رئيسًا من بين البدائل التي تقترحها اللجنة العلميَّة تندرج تحته محاور عدَّة بهدف أن يَتمَّ التناول من مختلف الوجوه لتوفير مادة علميَّة ثرية لأنّها نتاج تبادل معلومات وتلاقح أفكار ونقاشات موضوعية معمقة، مشيرًا إلى أنّه في ختام كل ندوة تصدر توصيات مستخلصة من جملة ما عرض له المشاركون بهدف الاسترشاد بها في الدرجة الأولى لدى كل من يهمُّهم الأمر من أصحاب الاختصاص لعلَّهم يجدون فيها ما يمكن الحاقه بما يعتزمون الإسهام به في مجال التوعية في الحج والتبصير بالناحية السلوكية ناهيك على أن هذه الندوة أصبحت علامة بارزة في مجال البحث العلمي، الذي هيئت له المملكة كافة السبل لدعمه وإبرازه الذي بات جليًّا عبر تلاقح العقول وتجمع الرؤى على أرضها في موسم حج كل عام من خلال هذه الندوة التي قطعت شوطًا كبيرًا من عمرها.
وفيما يتعلّق بشروط وقواعد كتابة البحوث لندوة الحج الكبرى بيَّن أن البحث لا بُدَّ أن يكون في إطار ومحاور الندوة وتتوفر فيه شروط البحث العلمي ومعاييره وألا يكون قد سبق نشره أو تقديمه في فعاليات سابقة واختيار وتحديد عنوان له يتسم بالدقة وأن يقدم الباحث بحثه مصحوبًا بالسيرة الذاتية في حدود صفحة واحدة وألا تتجاوز صفحات البحث 30 صفحة حجم A4 بما فيها المراجع والجداول والملاحق وتكون الهوامش متسلسلة الأرقام حسب ورودها في البحث على أن توضع في نهاية البحث إلى جانب وضع الهوامش والمراجع والملاحق والفهارس في آخر البحث وكتابة المصطلحات والإعلام الأجنبية أولاً بالحروف العربيَّة، ثمَّ تكتب بالحروف اللاتينية وتجعل بين قوسين والحرص على ذكر اسم السورة ورقم الآية القرآنية الواردة في البحث وإثبات السند بالنسبة للأحاديث النبوية. وأضاف أن الندوة تشترط أن يرفق بالبحث ملخصًا له في حدود «200-400» كلمة ويكون منفصلاً عن المتن ويفضّل استخدام خطّ Traditional Arabic أو ما يشابهه مقاس 16 أسود مع ترك هوامش على جوانب الصفحة لا تقل عن 2 سم، أما الإنجليزية فنوع الخط Times New Roman مقاسه 14 بالنسبة لهوامش الصفحة من الأعلى والأسفل 2.54 ومن اليمين 2.5 سم ومن اليسار 1.5 سم وترسل ملخصات الأبحاث في موعد لا يتجاوز أسبوعين من تاريخه ويخطر المشاركون بتسلّم بحوثهم في حينه وللجنة العلميَّة تصحيح بعض المعلومات والمصطلحات متى لزم ذلك وتخضع الملخصات والبحوث للتحكيم العلمي كما لا تعاد البحوث لأصحابها سواء قبلت أو لم تقبل وتنشر البحوث المقبولة في كتاب الندوة وتعرض من خلال موقع الندوة والوزارة على شبكة الإنترنت بأسماء مقدميها وتتكفل الوزارة للباحث ولأحد أفراد عائلته بتذاكر السفر والضيافة الكاملة والنقل لأداء مناسك الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف من الفترة 1-18-12-1434هـ الموافق 23-10-2013م.