رئيس تحرير صحيفة الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشير إلى مقال الأستاذة سمر المقرن المنشور بجريدتكم الموقرة في عددها رقم 14951 بتاريخ 28-10-1434هـ الموافق 4-9-2013م تحت عنوان (الخطوط السعودية في حالة كوارثية) والذي تتناول فيه من وجهة نظرها بعض الموضوعات المتعلقة بخصخصة الخطوط السعودية ومديونية المؤسسة للهيئة العامة للطيران المدني.
في البداية، نؤكد احترامنا لوجهة نظر الكاتبة الموقرة، لكننا في نفس الوقت نسجل تحفظنا على موقفها المتحامل بشكل دائم تجاه الخطوط السعودية دون أسس موضوعية أو حقائق مؤكدة فقد ظلت تتبنى إطلاق الأحكام العامة والمسبقة في مقالاتها السابقة وصولاً إلى المقال المشار إليه والتي أصبحت فيه الخطوط السعودية برأيها في (حالة كوارثية).. وهنا نعرض لسعادتكم وللقراء الأفاضل، فيما يلي بعض الحقائق في سياق الإجابة على ما ورد بالمقال من ادعاءات غير صحيحة:
أولاً: شأن ما تطرقت إليه الأستاذة سمر بخصوص المديونية والأمور التي تتعلق بالميزانية، نؤكد لسعادتكم أن ميزانية الخطوط السعودية تتم مراجعتها سنوياً من قبل مكاتب المراجعة المحاسبية المتخصصة والمحايدة، حيث يتم تطبيق جميع معايير المحاسبة المحلية والدولية في هذا الشأن، تتبع ذلك مراجعة الميزانية من قبل مجلس إدارة الخطوط السعودية ثم تناقش من قبل مجلس الشورى، ومن ثم يتم إقرارها من قبل مجلس الوزراء الموقر.. وعليه فإن كافة مراحل وخطوات إعداد ومراجعة وإقرار ميزانية الخطوط السعودية تتم وفق التوجيهات والإجراءات النظامية المتبعة والمعتمدة من حكومتنا الرشيدة -رعاها الله-، ومع الاحترام والتقدير للكاتبة الموقرة فليس لديها الخلفية المحاسبية أو العلم بالأمور التشغيلية والعلاقة التجارية التي تحكم تعامل الخطوط السعودية مع عملائها.
ثانياً: نؤكد على حقيقة هامة ربما لا تحظى وللأسف بالاهتمام من قبل بعض كتّابنا الأفاضل عند تناولهم للخطوط السعودية ومقارنتها مع الغير، وهي أن الخطوط السعودية تعد شركة الطيران الوحيدة بالمنطقة التي تخصص ما يزيد على نسبة 65% من رحلاتها وإمكاناتها التشغيلية لخدمة القطاع الداخلي من منظور وطني، ودون النظر إلى عوامل الجدوى الاقتصادية أو الربحية التشغيلية، حيث تعد الأسعار الداخلية للخطوط السعودية هي الأقل على مستوى العالم، بينما تعد خدماتها على هذا القطاع الأفضل عالمياً بشهادة الهيئات الدولية المتخصصة بخدمات شركات الطيران على الرحلات الداخلية، ونحن على ثقة من أن كل من يسافر على رحلاتها داخلية في أوروبا أو أي مكان آخر يدرك ذلك تماماً.
ثالثاً: إطلاق عبارة (حالة كوارثية) على الخطوط السعودية لا يمثل إساءة بالغة لهذه المؤسسة الوطنية العريقة وحسب وإنما يفتقد إلى أبسط قواعد المنطق والموضوعية، فالحقائق المؤكدة والمجردة تؤكد عكس ذلك تماماً ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
o تشغيل ما يقارب 170 ألف رحلة في عام 2012م نقلت على متنها حوالي 24 مليون مسافر، إلى جانب تشغيل ما يقارب 500 رحلة في اليوم الواحد تزيد إلى حوالي 600 رحلة في مواسم الذروة بينما تنقل يومياً حوالي 70 ألف مسافر على رحلاتها الداخلية والدولية.
o تحديث الأسطول بإمكانات ذاتية واستقطاب عدد 90 طائرة حديثة استلم منها حتى الآن 68 طائرة؛ بينما تخطط وبإمكانات ذاتية أيضاً لشراء 35 طائرة أخرى سيتم الإعلان عنها قريباً بمشيئة الله.
o تطبيق أحدث النظم التقنية في تبسيط وتسهيل إجراءات السفر، بحيث يمكن للمسافر ذاتياً أن يقوم بكافة الإجراءات ثم يتوجه مباشرة إلى صالة المغادرة بالمطار دون الحاجة لمراجعة مكاتب المبيعات والحجر.
o استكمال خصخصة شركات التموين والشحن والخدمات الأرضية وهندسة وصناعة الطيران وفق البرنامج المعتمد من المجلس الاقتصادي الأعلى.
o كسب ثقة الشركاء الإستراتيجيين في مشروعها للخصخصة وكذلك ثقة المستثمرين من خلال تغطية 30% من أسهم شركة التموين التي تم طرحها للاكتتاب العام في وقت قياسي، بينما تحقق أسهم الشركة نتائج جيدة وأرباحاً تفوق التوقعات.
o الحصول على التراخيص الدولية لصيانة الطائرات والمحركات، والجوائز العالمية في جودة وسلامة الإنتاج الغذائي وتميز خدمات الشحن والخدمات الأرضية من الهيئات الدولية المتخصصة والمحايدة.
o تنفيذ أضخم برنامج تدريبي منذ تأسيس الخطوط السعودية لإعداد الكوادر البشرية تدريباً وتأهيلاً وابتعاثاً بينما تحظى باعتماد منظمة (الأياتا) لبرامجها التدريبية كبرامج تعليمية معتمدة عالمياً مع النجاح في تحويل أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران إلى مركز تدريبي عالمي يقدم خدماته للخطوط السعودية وللعديد من شركات الطيران الأخرى.
o تحقيق معدلات متقدمة في مجال السعودة تصل إلى 100% في وظائف المضيفين و 98% في قطاع الطيران الأساسي و 78% في وظائف قائد الطائرة و97% في وظائف مساعدي الطيارين و95% في خدمات الضيافة والشئون الفنية وفتح مجال العمل أمام المرأة السعودية في مواقع تتسم بالخصوصية وتتوافق مع تعاليم شريعتنا الإسلامية وقيم مجتمعنا السعودي.
وفي الختام تعلمون سعادتكم وأنتم من رواد الإعلام في بلادنا الغالية، أن الخطوط السعودية هي في المقام الأول إحدى الصروح الاقتصادية الكبرى لهذا الوطن الغالي والتي ظلت لما يقارب السبعين عاماً تؤدي دورها في خدمة التنمية المباركة في أنحاء المملكة وفيةً بمسؤوليتها الاجتماعية، بينما يواصل منسوبوها عملهم المخلص على مدار الساعة في خدمة المسافرين الكرام رغم ما يثار من طرح غير موضوعي؛ وخصوصاً من بعض أصحاب الأقلام الذين يفترض أن يكونوا بحكم موقعهم الإعلامي من المتابعين لأداء هذه المؤسسة الوطنية وإنجازاتها في خدمة بلادنا الغالية، مؤكدين دائماً على ترحيبنا التام بكل نقدٍ هادف أو ملاحظات موضوعية تدعم جهودنا المتواصلة للارتقاء بمستوى الأداء والخدمات.
أرجو التكرم بالإحاطة والتوجيه بنشر هذا الإيضاح بصفة عاجلة مع أطيب تمنياتي لشخصكم الكريم ولصحيفة الجزيرة بدوام التقدم والنجاح.
وتقبلوا فائق تحياتي،،،