أعلن اتحاد الشغل أن الجلسة الأولى للحوار الوطني الذي قبلت به حركة النهضة الحاكمة، سيحضرها الرؤساء الثلاثة ومسؤولو الأحزاب الممثلة في المجلس التأسيسي، فيما لم يوضح بيان اتحاد الشغل لا موعد إجراء الحوار ولا مكانه، مما فتح باب التخمينات على مصراعيه خاصة وأن شقا كبيرا من السياسيين على قناعة بأن النهضة لم تقبل في حقيقة الأمر باستقالة حكومة الترويكا قبل البدء في الحوار وفق ما تنص عليه خارطة الطريق.
خارطة الطريق التي انبثقت عن مبادرة اتحاد الشغل الراعي للحوار إلى جانب منظمات وطنية أخرى، تقتضي استقالة حكومة الترويكا ثم انطلاق الحوار فيما لا تزال، حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم، متمسكة، على ما يبدو بمواصلة عمل حكومة علي العريض إلى حين الانتهاء من الحوار بمعنى أنها لن تستقيل قبل المصادقة نهائيا على الدستور الجديد بعبارة أدق لن تترك الحكومة الحالية السلطة قبل شهر على أقل تقدير...وهو ما لم تستسغه أحزاب المعارضة والرباعي الراعي للحوار الذي تماهى كليا مع المعارضة فأضحى جزءا منها.
من جهته صرح راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الحاكمة في تونس إن «الحكومة ستستقيل بعد إيجاد البديل»، نافيا أن يكون قد اتفق مع الباجي قائد السبسي لتوليه رئاسة تونس مقابل احتفاظ النهضة برئاسة الحكومة. وأوضح الغنوشي لصحيفة «الخبر» الجزائرية في عددها الصادر أمس الاثنين إنه ليس واردا أن تكون هناك استقالة فورية للحكومة، لافتا إلى أن «هذا الأمر ليس مندرجا في مبادرة الرباعية كشرط فوري بل كان مطلبا للمعارضة ولكنه شرط وارد في المفاوضات وجزء من الحوار. وأضاف أن «الحكومة ستستقيل بعد إيجاد البديل ولا يمكنها أن تستقيل لتترك الفراغ في البلاد، فاستقالة الحكومة تأتي نتيجة لاستكمال المسار الانتقالي، وهذه القضايا متروكة للحوار الوطني ونحن منفتحون على كل الاقتراحات». وتابع «وافقنا ومازلنا موافقين على مبادرة الرباعي كقاعدة للبحث عن توافقات تخرج البلاد من الأزمة، وعلى حكومة جديدة واستكمال المسار الانتقالي، وصياغة مسودة الدستور وتحديد موعد للانتخابات واختيار هيئة للانتخابات، وهذا ما تنص عليه المبادرة، والحوار الوطني سوف يبحث عن التفاصيل». وكشف الغنوشي أن الحوار الوطني «سينطلق الاثنين أو الثلاثاء» وأنه لم يكن هناك توافق مع الباجي قائد السبسي رئيس حزب «نداء تونس» بشأن توليه الرئاسة على أن تحتفظ النهضة برئاسة الحكومة، لافتا إلى أن حديثه مع السبسي في العاصمة الفرنسية باريس تناول ضرورة التعاون بين كل الأطراف من أجل الخروج من الأزمة. ودافع الغنوشي عن موقف الرئيس منصف المرزوقي الذي طالب بإطلاق سراح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، معتبرا ذلك مطالبة حقوقية لأن المرزوقي عاش طوال عمره يطالب بإطلاق سراح المساجين، متسائلا «لماذا لا يطالب اليوم بإطلاق سراح الرئيس محمد مرسي باعتباره سجينا سياسيا». وأشار الغنوشي إلى أنه لمس إرادة حقيقية لدى الجزائر لاستقرار تونس، موضحا أنه بحث مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عندما زاره مؤخرا «تنمية العلاقات بين القطرين الشقيقين كمواجهة الإرهاب وتنمية التعاون الأمني ودفع التعاون الاقتصادي بين البلدين». وعلق زعيم حركة النهضة على استدعاء الإمارات ومصر لسفيريهما في تونس للتشاور بقوله: «مجرد سحابة صيف ستزول».