في كل مرة أقرر أن أصوم فيها عن الكتابَة تزين الرغبة لي مائدة حرفية فتضعف عزيمتي أمامها لكنه الضعف المستحب في أركان الفكر ، والمحبب أيضاً إلى قلب الكاتب، فبنات أفكاري عنيدة تقبل حين أدبر عنها والعكس أيضاً.
لا بأس دعنا أيها القارئ من هذا النوع الآن ولنتأمل ما يقوله حجة الإسلام أبي حامد الغزالي: «كلما زاد القوس اعوجاجا زاد توتراً واندفاعا أكثر ليصيب هدفه وذلك هو الكمال الذي يخفى في باطن النقص».
عميق الأحرف هذا الرجل!
لقد تم الانقلاب على القيم التي تزيد اعوجاج القوس لتحل محلَها الفوضى والمادية، فأصيب القوس بالتراخي، ولم تعد السهام تصيب أهدافها، لذا جاءت الأسئلة في غير مكانها.
نتساءل كثيراً مع شهر رمضان.. كم عدد ساعات صيامنا؟ ولا نتساءل كيف سنملؤها روحانية؟ نتساءل عن مائدة الإفطار؟ ولا نتساءل عن مائدة الأرواح؟
أما المضحك المبكي فهو الوعي بالسلبيات التي حاصرتنا في هذا الشهر، وعلى الرغم من ذلك تتكرر دون أن يكون لدى أي من أولئك الذين يبدون مشاعر الحزن أي رغبة في تحريره، عاجزون عن أن يغيروا أبسط الأشياء بدعوى أنهم يستشعرون روح رمضان من خلالها، أما الواقع فهو شاهد عليهم لا معهم
أما أسئلتي مع الوضع العربي الراهن.. هل ستلتحم الأمة أم ستزداد تفككاً؟ هل ستتعلم الدرس أم ستلهى عنه فتجبر التاريخ أن يعيد دروسه القاسية معها؟ هل سيبزغ رمضان آخر دون أي تغيير في حالها؟!
ختاماً: نصيحة صحية لأذهانكم أهديها لكم مع دخول شهر الصوم:
ليشتد اعوجاج القوس ..لا تصوموا عن أسئلة تغذي الأفئدة !.
كل عام وأقواسكم معوجة وسهامكم مصيبة..