|
أبها - خاص بـ «الجزيرة»:
أفاد رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة عسير الشيخ محمد بن محمد البشري أن مختصين من الجمعية من المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات عقدوا ورش عمل مستقلة مع ذوي الاختصاص للبحث في أسباب تسرب الأبناء والفتيات من الحلق القرآنية في الآونة الأخيرة وتوصلوا إلى أن من أهم أسباب التسرب انشغال الأبناء والفتيات بثورة الاتصالات الجديدة والتقنية التي دخلت كل بيت، وضعف الرغبة لدى الأبناء والفتيات للدراسة والانتظام في الحلقات القرآنية، وضعف التشجيع وقلة الجوائز من الجمعيات وهذه تحتاج إلى اعتماد ميزانيات من بداية العام الدراسي.
جاء ذلك في حديث للشيخ البشري تناول فيه عددا من المسائل المتعلقة بالجمعية، ورسالتها القرآنية، مؤكداً أهمية استخدام التقنية الحديثة لتحفيظ الأبناء القرآن الكريم، وأنها من نعم الله على البشرية في هذا الزمن والواجب على المؤسسات الخيرية استخدامها فيما ينفع الناس والحكمة ضالة المؤمن، ولكن تبقى الحلقات القرآنية في المساجد لها بريقها وروحانيتها التي لا تستطيع الوسائل التقنية الحديثة أن تقوم مقامها مهما بلغت.
ورأى فضيلته أن سبب الانحرافات الفكرية التي بدأت تتفشى في المجتمع تناميها المتسبب فيه القنوات الفضائية المفتوحة ومواقع الانترنت المشبوهة وبعض الصحف المنحرفة ووجود رموز لهذه الانحرافات الفكرية في المجتمع وقد ينشرون ويبثون سمومهم في المجتمع بلا رقيب ولا حسيب، والواجب على مؤسسات المجتمع الرد على شبهات هؤلاء الرموز وفضحهم وإيضاح حقيقتهم وتحذير الناس من شرورهم.
وأثنى رئيس جمعية عسير على الدعم الخيري الذي تجده الجمعيات القرآنية من أهل البر والإحسان، فنحن في بلد خير وعطاء الكل يتسابق لدعم جهود القائمين على تحفيظ كتاب الله عز وجل كل بما يستطيع، ولعل مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله وسلمه - للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على مستوى المملكة هي من أفضل وأعلى الهبات التي وصلت للجمعية، فجزاه الله خير الجزاء ومتعه بالصحة والعافية وجعل ذلك في موازين حسناته.
ووصف التهم والأباطيل التي كانت توجه للجمعيات القرآنية بأنها كانت موجة وانتهت في حينها لأن الجمعيات القرآنية أثبتت بجدارة أنها ليست منبعاً للإرهاب والتطرف والغلو بل إنها تنهج منهج الوسطية في التعليم والتعلم لكتاب الله - عز وجل - ولعل طلاب الجمعيات الصادقين الذي أصبحوا منارات للأمة أثبتوا بطلان هذه التهم الكاذبة، وقد رددنا عليها في حينها، وبالنسبة لتوجيه سلوكيات الأبناء فنحن نأخذ التعهدات الملزمة لمن يعلم في الحلقات باقتصار تعليمه في الحلقات بكتاب الله عزّ وجل تعلماً وتعليماً وتحفيظاً وتلقيناً والبعد كل البعد عن كل ما يخرج من هدف هذه الحلقات القرآنية.
وكشف الشيخ محمد البشري في ختام حديثه عن دورة مكثفة لحفظ ومراجعة القرآن الكريم بجامع الملك عبدالعزيز بوسط مدينة أبها على فترتين صباحية من الساعة التاسعة صباحاً حتى صلاة الظهر ومسائية من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب، والدورة تقام سنوياً ولله الحمد والمنة تحظى برعاية واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، ويرتادها الكثير من أبناء وبنات المنطقة والزوار الكرام من خارج المنطقة ممن أتوا لغرض السياحة أو طلب العلم، وقد تخرج من خلالها الكثير من الحفاظ والحافظات ولله الحمد والمنة.
تجدر الإشارة إلى أن عدد الدارسين في الجمعية من الذكور حوالي (25000) خمسة وعشرين ألف دارس وعدد الدارسات حوالي (22000) اثنان وعشرين ألف دارسة.