|
مكة المكرمة - خاص بـ(الجزيرة):
أكد متخصص في الدعوة، أن قضية الحقوق والواجبات بين البشر أفراداً وشخصيات اعتبارية وجهات وغير ذلك، من الأسس التي تقوم عليها المجتمعات بل الحياة الإنسانية، وقال: من دون معرفة الحقوق والواجبات والالتزام بها لا يمكن أن تنضبط الحياة ولا تستقيم، وبقدر ما يكون الأفراد واعين بالحقوق والواجبات قائمين به على وجهها الصحيح، تستقيم الحياة وتحلو وتطيب.
وأبان الدكتور صالح بن عبدالله الفريح أستاذ الدراسات العليا بقسم الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة أم القرى والمستشار المعتمد في الحوار الأسري، أن قضية الحقوق ليست قضية عشوائية لا زمام لها ولا خطام، أو أنها قضية أهواء يتم التطاحن حولها واستغلالها للطعن في الآخرين، وليست قضية للمتاجرة يرفع لواءها أشخاص يدندنون حولها، وهم من أخطر خصومها وألدّ أعدائها، إنما هي قضية مقدرة محترمة الواجب حيالها على كل أحد القيام بحقها والحذر من العبث بها. وهذا خلاف ما نلاحظه اليوم تجاهها، حيث التحركات الهوجاء والتصرفات الرعناء، التي يزعم أصحابها أنهم دعاة حقوق وهم في الحقيقة دعاة عقوق، يطالبون بالفضل ليضيعوا الأصل، ويسعون نحو المزيد لأنفسهم ليفقدوا الآخرين ما لا تقوم حياتهم من دونه، يعالجون أجزاء منتقاة من القصور في الحقوق ويتركون الأهم الأعظم، همهم العاجل وغفلوا عن الأجل، وأول ما غفلوا عنه الحق الأعلى والأهم وهو حق الله ـ جل وعلا ـ فمن حفظ حق الله حفظه الله، ومن ضيع حق الله جل وعلا ضيعه الله، قال تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ}، ونسي هؤلاء العناية بحق الله وغفلوا عنه، نسوا أن الأمر كله بيد الله، متى ما استقام المرء على أمر الله استقام حاله وصلح، وحق الله يتمثل في القيام بشرعه والاستقامة على أمره، وأعظم ذلك توحيده جل وعلا. وفي حديث معاذ: أتدري ما حق الله على العباد؟ قال: حقه عليهم أن يعبدوه وحده لا يشركوا به شيئاً. وخلص إلى القول: لا بد أن يدرك الجميع أن البعد عن منهج الله والغفلة عنه جل وتقدس هو مفتاح النكبات ومدخل النكسات، وأنه لا يكون في الدنيا إلا ما أراده الله جل وعلا، ولا يكون ما أراد الله إلا برضاه جل وعلا، فلنطلب رضاه، ولقد جعل الله تبارك وتعالى لحياة البشر سنناً لا تختلف ولا تتبدل، ومن أاعظمها {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (11) سورة الرعد، فلنري ربنا من أنفسنا صدق التوجه والعزيمة على الرشد، وبعدها لننتظر موعد الله فهو آت لا محالة، ودعونا من بنيات الطريق ولنلزم النهج الأسلم.