|
وقفة وفاء ...
قبل أيام فجعتنا الدنيا برحيل أحد رجالات البلاد وسواعدها الأمينة، رجل بذل نفسه لمجتمعه ووطنه، قدّم للخير وأهله الكثير، كان أخلاقاً تمشي على الأرض، يحبه كل من عرفه، هو أب حانٍ للصغير وصديق ناصح للكبير، يملك شخصية آسرة ورؤية ثاقبة، أدار مرافق حكومية ضخمة، فكانت إدارته ناجحة تجمع بين المحبة والحزم والرِّفق والعزم، والطموح والتأنِّي، والتضحية والتفاني، لم تتغير صفاته وتتقلّب مبادئه مع تطوُّر مناصبه، بل كان كما عهدنا خلقاً وفضلاً، وكان وفياً لمسقط رأسه الرس بكل معاني الوفاء فهو ابن بار لها ولوطنه الكبير المعطاء، معرفتي به امتدت لأكثر من 40 سنة، فما عهدت عليه إلاً كل خير ومعروف، ولم أستنكر منه خلقاً ولا موقفاً لأنّ معادن الرجال كالذهب لا تتغير، رحمك الله أبا سليمان وأسكنك فسيح الجنان.
وحري بمثل هؤلاء الرجال أن يكرّموا بما يذكِّر الناس بمواقفهم ويحيي مآثرهم ويقدمهم للشباب نماذج عملية ناجحة، وإني أقترح على المؤسسة العامة التي أدارها مدة.. أن تقدم عنه مادة تعريفية منشورة، كما إن تسمية شارع أو منشأة باسمه في مسقط رأسه هو من الوفاء بحق معالي الأخ المرحوم محمد الضلعان، ويبقى حقه علينا الدعاء وإنما نريد ذلك من إحياء ذكره، وإن رحلت يا أبا سليمان من الدنيا الفانية فإنك باقٍ في قلوبنا وقلوب محبيك.
والله الموفق.