فجع المجتمع السعودي بوفاة الرجل الفاضل معالي الأستاذ محمد السليمان الضلعان، محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني وعضو مجلس الشورى سابقاً.
الفقيد يعتبر أحد رجالات محافظة الرس الأوفياء التي نشأ وترعرع فيها وهامة من هامات المجد ورجل أفنى عمره في خدمة مليكه ووطنه وأبلى في ذلك بلاءً حسناً وحظي بالثقة الغالية من لدن الحكومة الرشيدة حيث يعتبر أحد أعمدة التعليم الفني ووضع الكثير من القواعد والأسس إلى ما أصبحت عليه الآن من تطور ورقي.
إنَّها الحقيقة التي قرَّرها الواحد الأحد، الفرد الصمد ومُسلَّمةٌ لا يُماري فيها أحد، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}; وكلنا سائرون بهذا الطريق.
ولكن مما يثلج صدورنا بهذا المصاب الجلل السيرة الطيبة الحسنة التي يتناقلها الناس في الفقيد، فالناس شهداء الله في أرضه، وقد جعل الله لكلِّ شيء سببًا، فمن اتبع مرضاةَ ربِّه وعمل عملاً صالِحًا، فهنيئًا له الذِّكر الطيب الجميل.
وحُسْن الثناء هو من جملة الآثار الطيبة التي تبقى للمرء بعد مماته:
(فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا
فَالذِّكْرُ لِلإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِ)
إن الذِّكر الطيب الحسن الجميل في الدنيا ليس بكثرة المكوث والعيش فيها، وإنَّما بقدْر الأثر عليها ومدى العمل فيها، وسيبقى الذكر أزمانًا ودهورًا لأصحاب الذكر الطيب
عزاؤنا الوحيد في أبنائه البررة الكرام الذين سينهجون من نهجه ويسيرون على طريقه بإذن الله تعالى.
غفر الله للفقيد وجعل مثواه الجنة بالفردوس الأعلى منها وأنزل الله عليه شآبيب رحمته اللهم انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأجعل قبره روضة من رياض الجنه وأغسله اللهم بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وآنس وحشته وأرحم غربته وجازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفرانا.
اللهم ثبته على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويوم يقوم الأشهاد ولجميع موتى المسلمين والمسلمات. اللهم انزل على أهله الصبر والسلوان وأرضهم بقضائك.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}