مؤلف هذا الكتاب هو الدكتور عبد الله بن محمد أبو داهش، وقد قام نادي أبها الأدبي بطباعته. يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: حينما يجد المطلع على هذا العمل العلمي المتواضع تفاوت مادته واختلاف مقالاته فإنما ينسجم ذلك مع اسمه وعنوانه؛ إذ يعد ذلك من حباشة الفكر والقلم وما استحسن جمعه. وباستعراض سريع لمادة هذا الكتاب نلحظ الاعتماد على العمل الميداني الذي يرتكز في عطائه الفكري على المصادر الأولية من الوثائق والمخطوطات، وقد اشتمل على العديد من الدراسات العلمية والأدبية التي تكاد تغشى معظم بيئات الأدب والفكر في جزيرة العرب.
أول تلك الأعمال التي ضمنت هذه الحوليات تحقيق ودراسة عن الشيخ أحمد عبد القادر الحفظي، أحد أبرز علماء رجال ألمع بتهامة عسير، ووصيته التي عبَّر فيها عن موقفه تجاه الحادث الجلل الذي أودى بحياة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود؛ إذ بسط في مضمونها أحاسيسه ومشاعره تجاه ولاة الأمر. وتعد هذه الوصية من آثار الحفظي الأدبية المهمة، ونجد المؤلف يترجم للحفظي من حيث نسبه ومولده وتعليمه وصفاته ومؤلفاته وموقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويورد طرفاً من شعره ونثره، ويختم ذلك بوفاته، ثم يتطرق إلى قيمة هذه النصيحة ووصف نسختها المخطوطة، ومناسبة النص، ويورد النص كاملاً، وينهي هذه الدراسة بذكر الهوامش والتعليقات.
أما العمل الثاني في هذه الحوليات فهو القصيدة اللامية في رثاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب، التي نظمها القاضي محمد بن علي الشوكاني، الذي يعد من كبار علماء اليمن وأوسعهم حديثاً، ومن أشهر مؤيدي الدعوة الإصلاحية.
ونجد المحقق د. أبو داهش يترجم لنسب الشوكاني ومولده ونشأته وتعليمه ومؤلفاته وأعمال له ووفاته، ويبين صلته بأمراء نجد وعلمائها، وموقفه من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ويوثق د. أبو داهش القصيدة ونسبتها، ويصف أصلها المخطوط وقيمتها الأدبية، ثم يورد القصيدة معلقاً عليها، ومطلعها:
مصاب دها قلبي فأذكى غلائلي
وأصمى بسهم الافتجاع مقاتلي
والتحقيق الثالث كان للقصيدة الهائية في المدينة المنورة عام 1155هـ للسيد جعفر بن محمد البيتي، التي مطلعها:
بكى على الدار لما غاب حاميها
وجر حكامها فيها أعاديها
ثم يتحدث عن بيوتات العلم بقبائل رجال الحجر في العصر الحديث. تلا ذلك تحقيق ودراسة بعنوان (المعلمي والسنوسي في مجلس الإمارة بجازان 1337هـ)، عبارة عن صور من المجالس الأدبية في تهامة من جمع عبد الرحمن بن يحيى المعلمي.