عندما طرحت فكرة فتح فروع للجمعية السعودية للفنون التشكيلية تردد الكثير من أعضاء مجلسها التأسيسي، وحاربها الكثير من خارج الجمعية، ودارت حوارات ونقاشات عن مدى نجاحها، كان أكثر ما طرح يندرج في سياق البحث عن سبل الإحباط ممن لا يرون في تأسيس الجمعية جدوى أو ممن يرى أغراضا أخرى.
وقد ننصف جانب رأي أولئك البعض من أعضاء المجلس المؤسس للجمعية عودا إلى ما تعيشه الجمعية من ظروف عدم وجود دعم رسمي فكيف بالفروع، وكيف يمكن أن تتحرك أو تعمل، لكن الأسوأ ما جاء من شك مغلف بالتندر من بعض الأقلام، التي نعتبر ما جاء فيها اجتهادا.. خان أصحابه التعبير حينما يقولون (كيف تؤسس فروع والأصل فاشل)، ومع أن مثل هذه العبارات أو الآراء دائما لا تصحب بحلول، وهي ضالة أصحابها، والكل يعلم أن الانتقاد أسهل من تقديم الحل.. إلا أنها في نفس الوقت أصبحت جزءا من تحريك الساكن، ودفع الفريق المقابل المعني بالجمعية والحريص عليها، أن يبحث عما يقنع هؤلاء المتابعين عن بعد والسامعين أكثر من المتحققين من الحقيقة، ومع ذلك تم فتح الفروع بناء على رغبات الفنانين في المناطق والمحافظات التي تقدم فنانيها بتلك الرغبة، وأزيح الكثير من الثقل من على كاهل الجمعية (الأم) وأصبحت القرارات والتحرك لتنشيط الساحة بأيدي مديري تلك الفروع الذين يستحقون التقدير، حيث أصبحت تلك الفروع بمثابة الأجنحة التي حملت الجمعية إلى مستوى نظر المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام، واخص بذلك وكالة الشؤون الثقافية التي يسعى وكيلها د. ناصر الحجيلان جاهدا لتسهيل سبل إنجاح أي فكرة أو رأي يمنح الجمعية فرصة للتقدم والحضور والمساهمة، ولم تتوقف مسؤولية هؤلاء المبدعين إداريا والمؤمنين بفكرة افتتاح فروع في مناطقهم عند حدود نشر الأخبار فتح فروعهم، بقدر ما سعوا للتواصل مع كل الأطراف لدعم فروعهم، فكانت المسابقات المتميزة في فرع جدة وفرع مكة وكذلك ما يقوم عليه فرع أبها وفرع المدينة وينبع من تحرك دءوب قال عنه مديرو تلك الفروع إنه يحمل الجديد.
هذا النشاط والتفاعل الذي ساهم به كل فرد في تلك الفروع وبشكل تطوعي يؤكد ما تحظى به الساحة من أفراد يحملون على عواتقهم مسؤولية إبداعهم ويسعون بكل أريحية في تقديم أبناء مناطقهم للساحة بعيد عن كل ما قد يوقف عجلة عربة الجمعية التي ما زالت تتلمس موقعها وتسعى لإثبات وجودها، وهذا ما يشعرنا أن هناك الكثير من الآمال قد تحققت وأصبحت الجمعية اليوم وبجهودها المتواضعة اسما ورقما مهما في الساحة الثقافية السعودية.
monif.art@msn.comفنان تشكيلي