من المعروف أن لشهر رمضان حكما كثيرة، يستقيها المسلم من مدرسة الصيام، ومن تلك الحكم، الشعور بما يشعر به الفقراء والمساكين والجوعى والمرضى وأصحاب الحاجة، ويعيش إحساسهم، حتى قيل أنه سئل بعض السلف: لِمَ شُرع الصيام؟ قال: «ليذوق الغنيُّ طعم الجوع، فلا ينسى الجائع»إلى جانب ذلك ما يتعلمه المرء كالصبر، تنظيم الوقت، ترشيد طرق العيش، الإحساس بأهمية مساعدة الآخرين وغيرها، وكثير من الناس ينتهز الشهر ليبدأ في تنظيم سلوكه الغذائي مع أسرته، ويجد في ذلك صحة وعافية، اتبّاعاً لحكمة الحكيم «راحة الجسم في قلة الطعام» لكن العجب أن تجد بعض الناس يزيد وزنه في شهر رمضان، وهذا نتيجة لما يجده أمامه على سفرة الطعام من أطعمة ملونة ومشكلة ومنوعة في غالبيتها، من النشويات والحلويات والمقليات، وكلها مسئولة عن زيادة الوزن، والصائم إن لم يتحكم في طريقة تناوله للطعام عند السحور، وعند الإفطار، سيجد أنه أمام ضغط الجوع ساعة إفطاره، والخوف من أن يجوع ساعة سحوره، يعبئ معدته دون أن يدري، ويلتهم كميات كبيرة من الطعام، حتى تصاب معدته بالتخمة وتئن وتشتكي ولكن لا جدوى، ويبدأ جسمه في استقبال الدهون، لتبنى على شكل شحوم، فما أن ينتهي رمضان حتى يشعر بأنه قد زاد وزنا»ومن وصايا لقمان لابنه قوله «يا بني: إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة «ومن هنا يبدأ السؤال، كيف للمسلم أن يستفيد من شهر الصيام في اكتساب عادات ذات قيمة، ومنها الترشيد، وتلقي درسا في التنظيم الغذائي، فلعلنا نستفيد من مدرسة الصيام يا قوم.