بداية أبارك لسمو الشيخ تميم بن حمد توليه أميراً لدولة قطر, ودعاؤنا للحبيبة الدوحة بدوام عزِّها وأمنها, من قلب السعودية نرسلها تهنئة خالصة بمحبة وافرة, بعد أن تنحّى الشيخ حمد وأعطى القيادة لابنه، كانت الرياض أول المهنئين المباركين, ولعلّ زيارة الشيخ تميم إلى المملكة قبل فترة من الزمن ولياً للعهد كانت أيضاً تأكيداً لتكاتف الأشقاء والأخوة في الخليج العربي.
كالعادة ما إن تقوم دولة خليجية باتخاذ قرارات تجد أنّ خفافيش الظلام يطلّون برؤوسهم من هنا وهناك, وتبدأ التحليلات وقصص الخيال, فهذا يحلل جهلاً وذاك يحلل ليدق مسامير الفتنة, سبحان الله لا تجد لهم شغلاً شاغلاً إلاّ ما يجري على أرض الخليج وبين أهل الخليج.
ما حدث في قطر أمر طبيعي حضاري والأهم دستوري, إن كيان أي دولة منذ قدم التاريخ يبنى على أسس اتفق شعب الدولة على العمل بها, وهذا ما يسمّونه الدستور الذي يحكم العلاقة بين أركان الدولة قيادة وشعباً, وإن كنا في المملكة تفرّدنا بأن جعلنا ما يحكم هو الدستور المستمد حصراً من شريعة الله وسنّة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام, لكنه يبقى دستوراً ارتضاه الناس لينظم أمورهم وحياتهم ويحققون معه آمالهم ويحلمون بغد مشرق دائماً.
في قطر تنازل الأمير لولي العهد حباً وطواعية، ترجّل فارس ليعتلي فارس، وفي البث المباشر للوقائع شاهدنا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وبجانبه والده الأمير السابق، وتلك الفرحة المرسومة على وجوههم والشعب القطري فرح سعيد، لأنّ القادم ولي عهدهم المحبوب, وأميرهم السابق بينهم موجود, وكلهم في خدمة وطنهم مؤمنون, لكن بنفس الوقت هناك من كان يلعن في الظلام ويخطط كيف يهدم أفراح الشعب ويؤجج الفتن, أقول لهم دعوا عنكم أحلامكم الخبيثة وطموحاتكم البغيضة, فما هدمه الفاروق بشرع الله لن تبنوه انتم بشرع الطاغوت, فقطر وكل دول الخليج عصية عليكم, وما أثبته لكم أبو متعب على أرض البحرين درس عليكم أن لا تنسوه أبداً, رأيتم حلمنا وصبرنا لكنكم لم تجربوا بعد حربنا وغضبنا.