إن مما ابتلينا به في السنوات الأخيرة آفة خطيرة لها أضرارها على المجتمع دينية وصحية واجتماعية، إن هذه الآفة وذلكم الخطر هو (السهر) يقول الله تعالى: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} القصص آية 73 السهر ضد النوم وهو مرض أصاب عامة الناس تقريباً، خاصة في الإجازات وليال الصيف، ظانين أن في السهر السعادة و المتعة والألفة والاجتماع، والحق عكس ذلك، إن للسهر أضراراً خطيرة وعواقب وخيمة عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله، ولا يبعد أن يكون السهر بهذه الصورة التي عليها الناس أن يكون محرماً لأسبابٍ عدة:
1- خلاف الفطرة التي فطر الله الناس عليها لأن الله جعل الليل لنسكن فيه والنهار مبصرا، جعل الليل لباساً وجعل النوم سباتاً، وفي السهر قلبٌ للفطرة التي فطرنا عليها.
2- الضرر الصحي فإن مما يضعف البدن ويوهنه الحزن والهم والسهر وهذا ملاحظ على الذين يسهرون بأن صحتهم في تعثر، وقوتهم في تذبذب فلاهم يركزون ودائماً ما يشكون أعراضاً صحية، والنبي - عليه أفضل الصلاة والسلام - قال: (لاضرر ولا ضرار).
3- إن في السهر إهمالاً، بل وترك لبعض الواجبات سواء كانت الدينية أو الحياتية، كترك بعض الصلوات، قد يقول أحدهم: إن أولئك الذين يسهرون يصلون الفجر في جماعة وأقول: هذا حق ولكنهم ينامون عن صلاة الظهر لأنهم يسهرون طوال الليل ثم ينتظرون الفجر فإذا صلوا الفجر ناموا عامة النهار فلا يستيقظ عامتهم ولا أقول كلهم إلا بعد العصر وللأسف، فكيف يحق لهم الجمع بين الصلاتين من غير سفر أو مرض أو حالة تستدعي ذلك، أمن أجل حفلة! أو اجتماع! أو لهو وطرب! أو مراسلات هاتفية!! نعم الكثير من البيوتات اليوم تجمع صلاتي الظهر والعصر وقد أصبحت صلاة الظهر امتحان وهاأنتم ترون صلاة الجمعة أكثر الناس لم يأتون من حرفة أو عمل بل من فرشهم وبعضهم يترك غسل الجمعة لأنه للتوا ينفض عن نفسه نومه، ولا يعي مايقوله الخطيب.
4- ترك الواجبات الحياتية مما أوجبه الله على رب الأسرة أو الفرد عموماً وهو أن يقوم بواجباته في يومه وليلته كأن يقوم برعاية أولاده وملاحظتهم لأنهم بالسهر لايرى بعضهم بعضا فهم في واد وهو في واد.
5- إن معظم الناس اليوم لايسهرون على الطاعة وإنما على أقل أحوالهم (الغيبة) أو كلام يضر ولا ينفع بحجة الاجتماع وكل هذه حجج غير مقبولة ،ولو فرضنا أن أسرة اجتماعهم من بعد الثانية عشر فلا لوم عليك في ترك زيارتهم حتى لو كانوا من ذوي الأرحام، لأنه لايجوز لنا أن نفعل ما حرم الله وأن نضيع حقوقه أو أن نلقي الضرر بأنفسنا من أجل فلان أو فلانة.
6- تعطيل لكثير من المصالح الدنيوية بسبب السهر، ومن الحجج الواهية التي يسوقها بعض الناس وهي أوهن من بيت العنكبوت:
1- إن الجو حار والشمس شديدة فأقول: الشمس هي الشمس والحّر هو الحّر أيام آبائنا و أبائهم، لكننا تغيرنا ومُكر بنا من حيث لانشعر، وإلا فكان أباؤنا يعيشون في مثل حرارة هذا الجو وكانوا أحسن منا حال وأصدق منا قلوبا مع أنهم لايجدون مانجده اليوم من وسائل التبريد، ينامون الليل ولايدعون متابعة أحوال الناس أو الوقوف على أخبارهم، كالذي يسهر على القنوات الفضائية مدعياً متابعة أحوال المسلمين ولم يوفق بساعة آخر الليل يدعو فيها لإخوانه في بلاد الشام أو يصلي ركعتين ليسعف نفسه، وليصلح قلبه، بل يسهرون ثم ينامون بعد ذلك من غير ذكر أو دعاء، وأما أباؤنا فإنهم لايتابعون مانتابع لكنهم كانوا أصدق منا في الاتصال بالله ودعائه جلّ وعلا، ومن الحجج الواهية 2- إن بعضهم يقول: كل الناس كذلك، فأقول:{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}{وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} 3- والبعض يقول وإذا استيقظت في النهار ما أفعل..! فأقول: ألست مسلما ًتقرأ كتاب الله وسنة نبيه (عليه أفضل الصلاة والسلام) قّم وأقرأ كتابه وافعل مايحبه الله كزيارة أو نافلة أو تعليمٍ ولو أن تقوم على بيتك وإخوانك وجيرانك بل وعلى نفسك بإصلاحها..
أيها الإخوة: علينا أن نتواصى بعدم السهر ونقوم بحملة (لا للسهر). وإلى اللقاء..
- المدير المساعد لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم