مَنْ يتوجه للجوازات لتصحيح أوضاع عمالته، هو كمن كان يرتكب ذنباً لسنوات طويلة، ثم اضطر أن يسلّم نفسه للسلطات، لكي توقع به الجزاء الملائم. والجزاء هنا ليس من جنس العمل، بل هناك تسامح وإلغاء غرامات. صحيح أن هناك ازدحامات وتدافع ومواصلة ليل بالنهار ورسوم خيالية للمعقبين، لكن هذه سلبيات تخص استعدادات الجوازات، ولا تخص روح الحملة.
ومع استغرابنا الشديد، لماذا حملة عملاقة مثل هذه الحملة تتم في مبنى «كبر عيني»، فإن خارج هذا المبنى، عمالة لا تعبأ بما يجري، تسرح وتمرح، تبيع المياه الملوثة وشرائح الهواتف والأقراص المقلَّدة عند الإشارات، تغسل السيارات عند الأسواق، تبلط وتليس وتضرب بويه، كما تضرب بالأنظمة عرض الحائط. والجميع يجزم بأن الحملة «بارت تو»، ستغادر المكاتب المكيفة، وسوف تبدأ بملاحقة هؤلاء في الشوارع الأمامية والخلفية. كما ستلتفت للعمالة المنزلية المخالفة، والتي يضع تجارها رجلاً على رجل، وكأنهم في فنزويلا التي ليس فيها أية حملات لتصحيح العمالة. هؤلاء يتفاوضون من رأس خشومهم، على رواتب للخادمات تصل إلى ستة آلاف لشهر رمضان فقط، وهذا المبلغ يحلم به الخريج الجامعي والخريجة الجامعية.
- خلّي حملة يولّي!
هذا هو لسان حال العمالة السائبة، التي لن تسلّم نفسها لمبنى الجوازات. أولئك لن ينفع معهم إلا الحملة بارت تو.