قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا يكن قلبك مثل الإسفنجة يتشرّب كل شيء، بل اجعله مثل الزجاجة ترى الحقائق من ورائها ولا يدخلها شيء، يأخذ ما ينفعه ويترك ما يضره، يأخذ الصالح ويترك الفاسد).
- الإسفنج يرمز إلى الامتصاص، ويعمل عليه، وبعد الامتصاص ثقل الوزن، كما أنه يعمل على امتصاص الأصوات الصادرة من داخل الغرفة لذا يتم لصقه على جدران الغرف، حيث لدى الإسفنج قدرة صوت فيزيائية على امتصاص الترددات العالية التي لديها قابلية الانعكاس داخل الغرفة مما يؤدي إلى تشويه الصوت المراد تسجيله. تختلف الترددات المراد امتصاصها على سمك الإسفنج وشكل سطحه، حيث تزداد قابلية الامتصاص كلما زاد السمك، وتزداد قابلية تشتيت الانعكاسات بعدم استواء سطح المادة الإسفنجية، ومن أكثر المواد الإسفنجية رواجاً في الاستوديوهات في (السونكس) sonix التي يشبه شكلها كرتون البيض. ويعني الهشاشة، والانتفاش على غير ثقل مثل (الكيك الإسفنجي)، وإذا أنثت قالوا عنها (كيكة إسفنجية)!
أما أصل الإسفنج فهو حيوان مائي يتوالد في قعر البحار، والمستخدم حالياً إسفنج صناعي، وكما شبه الكيك بالإسفنج شبهت المرأة كذلك، ولكن أي تشبيه! في نظر بعضهم أن (المرأة الإسفنجية) هي: امرأة ذات فراغ ديني وخواء فكري، تقبل التبعية وترضى بالانقياد دون تمييز ولا تمحيص، فقد تحولت إلى ما يشبه المادة الإسفنجية التي تمتص كل مادة سائلة ترد إليها، لا تفرِّق بين الماء النقي أو الكدر..! وهي: امرأة تسير دون دين وعلم..!
وهي: ضحلة التفكير، قاصرة النظر..! وهي: امرأة تحفظ أسماء الماركات التجارية ومحلات البيع والأسواق التجارية، بل أسماء المغنين والمغنيات واللاعبين واللاعبات..! وحين نحاول البحث عن الرجل الإسفنجي لا نجد من أتى على ذكره أو تطرق له وشبهه تشبيهه للمرأة وهو قد يسلك مسلكها وينقاد دون تمحيص، وغيره! لم أكتب الآن كي أضع الذكر والأنثى في كفّي مقارنة، ولكن لأستفهم: لماذا لم تنعت المرأة التي تمتص وجع الحياة وكرها، تمتص مشاكل الأسرة، تمتص تقلبات المجتمع وتتقلّب معه كي تستمر في العيش، تمتص، وتمتص، وتمتص! لماذا لم تنعت بالمرأة الإسفنجية من باب التشبيه الحسن والوجه الحسن للإسفنج، والإسفنج حسب قولهم، وبحسب ما تعارف عليه لا يفرق بين الماء النقي والكدر..؟! لماذا أُخذ التشبيه من مأخذ واحد هو مأخذ الذم والانتقاص لها؟! وأهمل الوجه الآخر للشبه كونها تمتص الهموم والأوجاع والأحزان والمآسي بوجه باسم ونفس راضية وصدر متسع..؟!
- الإسفنج: إسفنج طبيعي وإسفنج صناعي وبجانب مضاره، له فوائد منها اكتشاف العلماء فيه علاجات لمرض السرطان، حيث إن حكمة الله في منح الأشياء صفات وفوائد حسنة، وصفات وفوائد سيئة، في حين نهتم بالصفات السيئة ونركز عليها ونهمل الصفات الحسنة إهمالنا للوجه الحسن لـ(المرأة الإسفنجية).
قمت ببحث بسيط عن الرجل الإسفنجي والمرأة الإسفنجية فاتضح لي أنهما مفهومان ظهرا حديثاً في علم التنمية البشرية عام2013هـ على اعتبار عن ظلال معاني هذين المفهومين توحي بالتبعية والانقياد وراء الآخرين.
bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443Twitter: @HudALMoajil