محرك البحث الشهير « قوقل» استطاع أن يقر الثقة فيه بأن أصبح أول ملجأ للباحث عن معلومة، عن خبر، وحدث، وشخصية، وصورة، ونحوه...
فهو مرجع من لا مرجع لديه...، وبوابة مشرعة لكل من ليس لديه مفتاح..!
ومن الخدمات التي يقدمها بشكل دوري أنه يذكِّر المهتمين من المختصين، والعامة، ويعرِّف الجاهلين، وينبِّه الغافلين عن أهم الشخصيات الفاعلة في تاريخ البشرية في مجالات الاختراعات..، والريادات..، والتأثير في البشر..، من جميع الشعوب المختلفة،...
تستوقفني الرموز التي يبتكرها في صفحته الرئيسة عن منجزاتها، إذ احتفى أمس الجمعة بالعالم الألماني «يوليوس ريتشارد بيتر» الذي اخترع في مجال الأحياء الدقيقة قبل أكثر من قرن ونصف «علبة بيتر»، حين طوّر تقنية استنساخ البكتيريا المستمدة من الخلية الواحدة..، مكّنته ومن جاء بعده من تحديد البكتيريا المسؤولة عن الأمراض، التي ساعدت على تقنين علاجها، وسبل مكافحتها فيما بعد..
ولعل «قوقل» بهذه الخطة يعمل على إعادة إحياء الصفحات المنسية من تاريخ العلماء، ومخترعاتهم، ما يحفز ما همد من الهمم..، ويحي في الذاكرة ما قد طُمس بعد الخروج من بوابات المدرسة..، وإحراق كتبها هشيماً تذروه الأيام..!
إذ يعيدنا طلاباً في مختبرات المدرسة، ويستعيد دهشاتنا بعقول العلماء الذين كنا نراهم على صفحات كتب المقررات طيوفاً من خيال..!
ذكرني اختراع « بيتر» في علبته الزجاجية حيث يستنسخ، وينقي البكتيريا، ويبعث حقيقة أسباب الأمراض الناجمة عنها، بما يحتاج إليه كل مرض يتفشى في الإنسان الآن ليس في أعضائه فقط..، تلك التي خدمها علماء الأحياء ونظراؤهم..،، بل في شخصيته، وفكره، وسلوكه، وأخلاقه.. تلك التي نمت، وعششت عشرات من أنواع البكتيريا فيه.. هذا الإنسان المعاصر المتمرد..، فأمراضه هذه تحتاج إلى علب أخرى مماثلة لما فعل «بيتر»، لتنقيتها، واستنساخها من أجل الوصول إلى أسباب تنامي أمراضه، ومضاعفاتها، فمحاولة الوصول لعلاجها..، لعل البرء منها يكون أدنى، أو قاب قوسين..،..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855