بعد تهديدات حسن نصر الله بأن مليشياته ستقوم بالتدخل عسكرياً في سوريا ضد قوات الجيش الحر دعماً للنظام السوري, ولكي يعطي دعماً لوجستياً، فقد أتى على ذكر إيران بالمرافقة. إيران بدورها لم تعلن ولم تصرح بأنها ستتدخل عسكرياً، لكنها لم تنفِ الأدلة على وجودها على الأراضي السورية، ولا يحتاج ذلك إلى أدلة. أما تصريحات حزب الله وعلى لسان كبيرهم وفي هذا الوقت بالذات إنما تعطي الدلالة الواضحة على أن النظام السوري الرسمي قد انتهى، وأنه لم يعد قادراً فعلياً على الوقوف أمام هجمات وعمليات الجيش السوري الحر.
إيران التي تعتبر من أكبر الداعمين للنظام السوري مطالبة من قِبل هذا النظام بالتدخل والعمل الفوري على أرض المعركة من أجل تمكين قواته من السيطرة، وتوجيه ضربات قاضية إلى الثوار، تنهي سيطرتهم وانتشارهم، ويتحجج النظام السوري بأن دولاً عربية تدعم الثوار وبأن الغرب يدعم الثوار, مع الأخذ بعين الاعتبار الموقف التركي, وعلى الرغم من أن النظام السوري يتغنى بأن إسرائيل تدعم الثوار، إلا أن مطالبة إسرائيل بالقضاء على جهات معينة داخل الثوار كجبهة النــصرة وبعض التنظيمــات الإسلامية جعل من شماعة إسرائــيل غير مجدية.
إيران وعداؤها للعرب وللمسلمين جعلها دائماً تأخذ المبادرة في دعم كل من يعمل على تفتيت الداخل العربي، وتشتيت المنظومة الإسلامية, لكنها أيضاً كعادتها لا تقوم بالعمل القذر مباشرة؛ إذ لها أذرع ومساعدون يخدمونها، ويمارسون العمل القذر عنها. وبالنسبة لها فإن حزب الله في لبنان، وفي حال سقوط النظام السوري، سيسقط حتماً؛ فقد أوعزت له بأن يتدخل بشكل مباشر وعلى أرض الميدان من أجل البقاء والاستمرار. وكعادته فإن نصر الله يلبي نداء طهران فوراً.
ماذا قبل إيران؟؟؟
لا بد من الإشارة إلى أن منظومة الدول العربية الداعمة للثورة السورية من الناحية العسكرية اللوجستية قادرة على إنهاء نظام الأسد وإيصال أرض المعركة على الحدود الإيرانية. الخطوات بعد الاستعداد تتمثل في دعم الداخل العراقي لتصفية المالكي، والتدخل في لبنان من أجل تصفية حزب الله, وفي الوقت نفسه تأمين سواحل الخليج، وخصوصاً في مملكة البحرين من خلال إنهاء اللعبة الشيعية هنــاك, وفي هذه الأثنــاء توفــير الدعم العسكري المباشر للثوار من خلال دول الجــوار كالأردن والتنــسيق التركي.
إن حصل هذا كله وبشكل سريع فستجد أن إيران فوراً ستلجأ إلى سياستها الطبيعية (البقاء أولاً), ولن تمانع بالتضحية بحزب الله وسوريا وشيعة البحرين في سبيل بقاء صفوية طهران وانتظار فرصة أخرى ولو بعد حين. سقوط ورقة التوت عن الدولة الفارسية أمر مهم، إن لم نستغله الآن ونقطف ثماره فلا نعلم متى تأتينا هذه الفرصة مرة أخرى.