بعد ما يقارب الشهرين من قرار وزارة الداخلية المتعلق بالعمالة غير النظامية سأحدثك عزيزي القارئ من باب الصراحة، وبعيدا عن المجاملة او التملق ودعنا نتشارك الرأي سويا.
اول الأمر ثار الناس وأصيبوا وانا معهم بالفزع نظرا لان معظمنا يعتمد على عمالة لسنا كفلاءها نظرا لصعوبة استقدام هؤلاء والشروط الصعبة المفروضة من قبل وزارة العمل والمبالغ المبالغ فيها التي تتقاضاها مكاتب الاستقدام، ويمكننا معرفة عدد المخالفين من تلك المدارس والمشاغل والمحال التي اقفلت بعد القرار مباشرة، ولما اصبح من المستحيل الاستغناء عن هؤلاء مرة واحدة جاء القرار الحكيم من ملك الحكمة عبدالله بن عبدالعزيز بمهلة ثلاثة اشهر يتمكن فيها رب العمل من تعويض الفراغ وإيجاد البديل او تصحيح وضع العمالة لديه.
وبمرونة وزارة الداخلية وتسهيلاتها وما قدمته على كافة الأصعدة وبأمور حقيقية لم نكن نتوقعها مثل الإعفاء من بعض الالتزامات المالية وسهولة نقل الكفالة ودون تدخل الكفيل المخالف أحيانا، وقد كان هناك تعاون بينها وبين السفارات التي تكثف نشاطها، كل ذلك جعل الأمور تسير بمرونة ومكن العمالة المختبئة او الهاربة منذ فترة ان تسرع هي الأخرى لتصحيح أوضاعها القانونية سواء بتجديد جوازاتها او السفر لبلادها او نقل كفالتها.
أثبتت الداخلية أنها الوزارة الكفء لتنفيذ قرارها وتنظيف البلاد مما قد يضر المجتمع ومن تحكم هذه العمالة سواء بالمبالغ الكبيرة التي تتقاضاها، او الهرب وقت تشاء لشخص قد يدفع خمسين ريالا زيادة، ومن ثم ترك الاسرة حائرة وفي أزمة سبقها قلق نفسي رهيب، عدا عن كل الجرائم والتجاوزات التي قد يرتكبها هؤلاء (اقصد البعض منهم).
لكن قارئي الكريم؛ وانا وعدتك بالحقيقة والصراحة والشفافية منذ بداية المقال، وانه من المهم معرفة راي الطرف الآخر (العمالة) فسأهمس لك بما لاحظته وشاهدته بنفسي، فعندما سألت بعض هؤلاء عن مخالفاتهم وهروبهم كانت الإجابات مؤلمة ومحزنة، فما بين كفيل لم يدفع لهم رواتبهم المستحقة لأشهر، وآخر لم يدعهم يعودون لأوطانهم عند انتهاء عقودهم او كاجازة كل عامين مثلا، ومنهم من يعاملهم بقسوة، ويفرض عليهم ساعات عمل تفوق طاقاتهم، أو لا يقدم لهم الجيد من الطعام، فكل هذه الأمور تعد سببا لهروبهم بعد ان يئسوا من تغييرها.
ربما يكون ما مررنا به في هذه الأزمة درسا للمستقبل في تنظيم شؤوننا ومراجعة انفسنا في طريقة التعامل مع العمالة التي لا نستطيع أحيانا الاستغناء عنها كالسائق أو الخادمة .
ربما يكون لهذا القرار أيضاً الفضل في تنظيم العامل المالي وانتهاء الاستغلال بدفع مبالغ طائلة لمن نستخدمهم وليسوا على كفالتنا.
من آخر البحر
ماذا أريد فأركب البحر العصيّ على السكون؟
مئزر من ورد أحلامي
ومجداف يهدهد موجه اللجي
فيحملني الشراع إلى المرافئ
آنسًا بالريح
ماذا أريد؟
أيقونة من ملح أحلامي
فتزهر أحرفي العطشى بماء البحر؟
البحر موعدنا إلى الأبدي.
mysoonabubaker@yahoo.com