تشرفت يوم الاثنين الماضي بحضور حفل تكريم لمجموعة من أطفال متلازمة داون في مركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض، بجهود شخصية لأمهات بعض الأطفال يشكرن عليها! وبالرغم أن اهتمامي العملي وتخصصي المهني بعيد جداً عن مجال هؤلاء الأطفال الأبرياء، إلا أن المطلب الأساسي للتعامل معهم والاهتمام بوضعهم ينبع من منطلق إنساني بالدرجة الأولى وذلك لمنحهم حقوقهم التي قد يجهلها الكثير من الأهالي من حيث “ما هي حقوقهم وكيفية المطالبة بها”! فالمشكلة أن الإعاقات متعددة ولكن التعايش الأكثر لدينا كان مع المعاقين حركياً وإن كانت دائرة همومهم ومعاناتهم مازالت في ازدياد، للقصور الواضح في الخدمات العامة المقدمة لهم! لكن عندما ظهرت الإعاقات الأخرى مثل “التوحد ومتلازمة داون” واجهت الكثير من الأسر معاناة كبيرة في التعامل مع أطفالها المصابين بهذه الإعاقات الصعبة لحاجتها لبرامج تأهيلية نوعية للمصاب وللأهالي من حيث كيفية التدريب عليها حتى تصل الحالة لمستوى من الاستقرار النفسي على الأقل في بيئتها الأسرية. فأطفال متلازمة داون مثلاً من السهل التعرف عليهم من هيئتهم الخارجية التي يتسمون بها غالباً، لكن ليس من السهل التعامل معهم في بيئة غير مهيأة أو مناسبة لقدراتهم العقلية والاجتماعية مما يسبب للأهالي معاناة في اختيار المراكز التأهيلية المناسبة لهم خاصة أنها مراكز محدودة ورسومها مبالغ فيها مقارنة بالمستوى المادي لكثير من الأسر، فالإحصاءات في السعودية تشير إلى أنه تحدث حالة متلازمة داون كل 800 ولادة طبيعية أي أنه يحدث بمعدل يومي من 2-3 أطفال مصابين بالمتلازمة وقد تصل الحالات إلى 15000 حالة سنوياً في المملكة وهذا قد لا يلمسه ويدرك حجم خطورته إلا ذوو الاختصاص والأهالي بلا شك! مما يتطلب شنّ حملات صحية مكثفة للتوعية بانتشار هذه الإعاقات غير الظاهرة كالإعاقات الجسدية التي أصبح من السهل التعامل معها مقارنة بالإعاقات العقلية والنفسية والاجتماعية! فالجمعية السعودية لمتلازمة داون أُنشئت في عام 1418هـ باهتمام من صاحب السمو الملكي طلال بن عبدالعزيز جزاه الله خيراً وذلك لرعاية هذه الفئة رعاية اجتماعية وتأهيلية وتعليمية ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع لا عالة عليه، لكنها لا تكفي لوحدها كجمعية متخصصة لخدمة هذه الفئة حتى وإن كان هناك العديد من المراكز التأهيلية! ولا أستطيع تجاوز دور جمعية النهضة النسائية الخيرية الإنساني العيم من خلال إنشائها لمدارس متلازمة داون عام 1987م في وقت كانت كثير من الجهات الخيرية والحكومية تتخوف من نتائج هذه الخدمة الحساسة ولا تحاول الخروج عن النمطية في خدماتها مع الفئات ذات الاحتياجات الخاصة بالذات، وحالياً بعد تطور وتوسع خدمات مدارس النهضة لمتلازمة داون تأسست جمعية صوت عام 2012م لتضم هذه المدارس المشهود لها بهذه الخدمة الإنسانية لفئة بحاجة للدعم الاجتماعي والتأهيلي ليكونوا شخصيات منتجة في المجتمع، ولكن لا يتسع المقال لذكر برامجها المميزة، وباستطاعتكم التعرف عليها أكثر من خلال الموقع المميز لها www.saut.org.sa
moudyahrani@ تويتر