اطلعت بالعدد (14842) بالصفحة الأخيرة على خبر بطولي للشاب الطالب مهند الشهري الذي توفي رحمه الله أثناء محاولته إنقاذ مقيمين أثناء عملهما في خزان صرف صحي معهد الدراسات بالقاعدة الجوية بالظهران حيث اختنقا بغاز سام مما دفع به إلى أن ألقى بنفسه في الخزان لينقذهما فمات رحمه الله, ورحم الجميع.
لا شك أن المرء يقف أمام هذه المواقف البطولية موقف الإعجاب والفخر فمهند الشهري شاب من شبابنا هاهو يُقدم على أمر خطير جداً احتمالية الموت بسببه كبيرة لينقذ غيره، وهذه غيرة حث عليها الدين العظيم وهذه قيمنا العربية الأصيلة فهاهو رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه كان اللّه في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج اللّه عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره اللّه يوم القيامة)، كما يقول أيضا عليه الصلاة والسلام (... ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة...) وهل هناك أعظم من كربة ملهوف بين الحياة والموت؟!,
كما أن الذي يقضي حاجات الناس هو خير ممن يعتكف فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: (لئن أمشي في حاجة أخي حتى أثبتها أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهراً) وهاهو الشاعر العربي يمدح من يغيث الملهوف فيقول :
طود من الفضل استقلّ زعامة ... بإغاثة الملهوف والمحزون
إن مواقف شبابنا البطولية لا شك أنها رد عملي لمن يعمم ويلقي التهم جزافا على شبابنا ويقول تلك المقولة الظالمة والكاذبة (بأن شبابنا لا خير فيهم) تضحية مهند الشهري ليست الحالة الوحيدة بل سبقها الكثير من المواقف المشرفة التي قدم أصحابها أرواحهم ثمناً لإنقاذ أرواح ملهوفة ومن آخرهم عبدالله العنزي رحمه الله الذي غرق بعد أن شارك في إنقاذ شابين من الغرق في وادي الأديرع بحائل.
أسأل الله لمهند الشهري وعبدالله العنزي وكل من مات موتهما الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا اللهم آمين.
- أحمد بن محمد الجردان