هناك قطاعات خدمية لا يؤثِّر فيها الأشخاص الذين يقودونها، وذلك لأنها فوق الأشخاص! ومن هذه القطاعات وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة.
وزارة التربية والتعليم، مرَّ على قيادتها مسؤولون من مختلف الدرجات العلمية ومن مختلف التوجهات، ولكنها ظلت صامدة لا تهزها ريح! نفس التوجه الذي يجهل كثيرون من يديره في حقيقة الأمر، نفس المناهج، نفس المباني (الجديدة مقاولوها نصف كم، والمستأجرة لا تزال على حالها المتردي)، نفس اللا مبالاة للنقد والانتقاد وكأنها وزارة في مالطة!
وزارة الصحة، منذ حسين الجزائري، مروراً بفيصل الحجيلان وأسامة شبكشي وحمد المانع وحتى عبدالله الربيعة، نفس النمطية الإدارية البيروقراطية، نفس القصور في الخدمات، نفس «ما فيه سرير»، نفس أقسام الطوارئ، نفس الأخطاء الطبية، نفس «إنجاز لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط»، نفس الشهادات المزوَّرة لأطباء سباكين ومبلطين.
وحين أقول إن الوزارة أقوى من الوزير، فإن هذا لا يعفي الأمير فيصل بن عبدالله أو الدكتور عبدالله الربيعة من المسؤولية التاريخية، لكنهما لكي يغيِّرا الواقع الموجود اليوم، فإن على القطاعات المعنية بالدعم اللوجيستي للتغيير، أن تسهم بالدور المنوط بها، لا أن تترك الوزارتين في مهب الريح التي مزقت ثياب الصحة والتعليم!