بين صدور الأمر الملكي عام 1382 هـ بإنشاء الحرس الوطني رسمياً بوصفه رئاسة، وقرار الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك البلاد الصادر عام 1434 بتحويل رئاسة الحرس إلى وزارة.. بين هذا وذاك حقبة من تاريخ المملكة العربية السعودية وتطورها الإداري والمؤسسي.
يتجلى ذلك في الحرس الوطني، الذي بدأت انطلاقته من مجرد وحدات تقليديّة من المتطوعين، وثكنات من الخيام، إلى وزارة أمنية، لها أدوار مهمة في تبني اتجاهات التحديث المجتمعي والثقافي.
الطموح والإصرار والرؤية المستقبلية الواضحة صفات يمتلكها الملك عبد الله بن عبد العزيز، ساهمت - بلا شك - بعون من الله سبحانه في أن يمضي بحلمه السامي في أن يستثمر ألوية القبائل التي تشكل منها الحرس الوطني في بداياته، واتخذها بحسن تقديره للأمور مدخلاً مهماً لجمع شمل قبائل الجزيرة العربية تحت بيرق الوطن. ثم عمل الحرس الوطني على توطين أهل البادية ثم المساهمة في إدغامهم في ثقافة مدنية حديثة، بل بلغ أن تسنمت مؤسسة الحرس الوطني في مراحل نضجها راية الثقافة، وقد سبقت كل المؤسسات الثقافية بتنوع طرحها الثقافي وتجاوزه المألوف وجديته، ويكفي أن لا ثمة مناسبة ثقافية تعلو على الجنادرية.
ساهم الحرس الوطني مساهمة كبرى في تأكيد الوحدة الوطنية وتدعيمها وتجذيرها، وقد كان له من اسمه نصيب؛ فهو يحرس الوحدة الوطنية، ويسهم في دوره الأمني والثقافي مع مؤسسات الدولة الأخرى.
إن تحويله إلى وزارة يجعل من إنشاء فروع له في كل المناطق أمراً يدعم مشروع الوحدة الوطنية، ويسهم في إيجاد آلاف الوظائف للشباب، ويوسع دائرة عمل الحرس الوطني في أنحاء المملكة، كما أنه يحفظ هيبة هذه المؤسسة العريقة من تطاول الأدعياء!!
حفظ الله لنا هذا الوطن ثابتاً على دينه آمناً مستقراً متطوراً.
f.f.alotaibi@hotmail.com
Twitter @OFatemah