الماء نعمة عظيمة ولا يشعر بقيمتها إلا من فقدها، وهي الحياة والنماء، وكم هي رائعة فرحة أهالي الصحراء عندما تغدق عليهم السماء بمشيئة الله وابلاً من الماء المنهمر تتفتح أزهارها وتخضر ديارهم وترتوي آبارهم، وبالمقابل يأتي عليهم سنين عجاف (لا يمطروا) فيبحثون عن مخزون الأرض من المياه الجوفية هنا وهناك.. في مزارعهم واستراحاتهم بكل وسائل التقنية الحديثة.. هذا في المجال الزراعي والحيواني.. لكن تبقى التحديات الكبرى في تأمين مياه الشرب والاستخدام البشري على مستوى المناطق والمحافظات والقرى ولاسيما مع الانفجار السكاني في أرجاء الوطن.
ومحافظة الرس بمنطقة القصيم الواقعة على خط عرض 25.57 وطول 43.30 لها حكاية مع المياه، حيث إنها تقع على حافة الدرع العربي، وبالتالي طبقاتها الجيولوجية لا تحمل مكامن وخزانات جوفية واعدة ومطمئنة إضافة إلى صعوبة الوصول إليها بسبب التكوين الصخري.. والمياه المستخرجة ربما ليست مناسبة للاستخدام البشري لارتفاع نسبة ملوحتها. فالرس كانت ولا تزال تستقبل المياه من جارة عزيزة هي محافظة (البدائع) والتي لا يزال كرمها يتواصل وعطاؤها مستمراً، لكن هذا الكرم ينخفض أحياناً بسبب مشاكل تقنية أو انخفاض منسوب المياه نتيجة الاستهلاك الكبير والمساحة العمرانية والانفجار السكاني والحراك الصناعي.. كل هذا جعل تدفق المياه إلى المحافظة تحيطه سلبيات ومخاطر انخفاض منسوب المياه ناهيك عن الصيانة الدورية.. وأن الرس وغيرها من المحافظات والمراكز والهجر على امتداد 300كم غربا وجنوباً هي ضمن الامتداد الجيولوجي (للدرع العربي الصخري).. لذا أصبحت هذه التجمعات السكانية تعاني من شح كبير في المياه وتجلب لها المياه من مناطق مجاورة.. لكن الحلول الأولية قد لا تحمل الاستمرارية في ظل شح الأمطار وقلة التغذية من خلال السدود للمخازن الجوفية؛ لذا يلوح في الأفق نظرة تشاؤمية لمستقبل الحياة في هذه المساحات الجغرافية المترامية الأطراف.
ونحن دولة وهبنا الله امتدادا كبيرا على تجمعين مائيين؛ هما (البحر الأحمر والخليج العربي) ويجب أن نكون جادين في (تحدي المستقبل) والأهم قناعة المسؤولين وصناع القرار.. والأمل هو مضاعفة محطات التحلية وصناعة نقل المياه إلى المدن والمحافظات في قلب الصحراء.. وهو إنجاز سيكون بمثابة (ثورة مائية) سيخلدها التاريخ والجيل القادم.. الذي أرجو أن نقدم لهم (ثروة مائية) تحفظ له الحياة الكريمة.. وتبقى أمنية الشرب من ماء البحر (المحلى) مطلبا عاجلا.. ونحن نشهد ميزانية الخير الكبرى والتاريخية لعام 2013م والتي أعلنها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وأن وزارة المياه والكهرباء وبقيادة وزيرها المخلص أرى أنها وضعت نصب عينيها البحث عن كل ما يجلب السعادة لعامة مناطق الوطن الغالي.. أرجو أن تتفاعل مع حاجة الرس، ومناطق الدرع العربي (للمياه المحلاة) فمملكتنا كريمة أرجو أن يعم كرمها هذه المحافظات الصحراوية وإلى اللقاء.
رشيد بن عبدالرحمن الرشيد - الرس - Rasheed_1@w.cn