أصبحت المملكة العربية السعودية خلال العقدين السابقين وهذه الفترة تستضيف أعداداً كبيرة من جميع الدول للعمل في بعض المهن والتخصصات مما يندرج عليهم مسمى (أصحاب الحرف المهنية). هذه الفئة من العمالة كانت في السابق تأتي وحدها بدون زوجاتهم وأبنائهم وقد ساهمت تلك العمالة - مشكورة - في عملية التنمية التي عاشتها بلادنا، ولكن في الفترة التي نعيشها الآن بدأت ظاهرة العمالة تزداد بشكل كبير بدون حاجة ماسة لها، حيث ظهرت على السطح ظاهرة خطيرة من تلك العمالة حينما بدأت تستقدم زوجاتهم وأبناءهم. وأصبحت هذه العمالة وأبناؤهم يشكلون سلبيات ومخاطر على هذه البلاد، وأهم تلك السلبيات والمخاطر كالآتي:
- هذه العمالة وأبناؤهم تسكن في مساكن مستأجرة وقديمة غير صحية مما يؤدي إلى رفع قيمة إيجارات المنازل على أصحاب ذوي الدخل المحدود.
- يوجد لديهم أعداد كبيرة من الأبناء والبنات في مراحل عمرية مختلفة مما يشكل ازدحاماً لأعداد السكان.
- هذه العمالة تملك سيارات مستعملة قديمة تخرج منها أدخنة تلوث البيئة وبالتالي تؤثر على الصحة العامة.
- معظم السيارات المعطلة التي نراها واقفة في الأحياء منذ فترة طويلة أصحابها تلك العمالة وهذه السيارات تؤثر على البيئة وتعطي صورة غير جميلة وتشوه منظر الحي.
- أبناؤهم يتلقون تعليمهم العام في مدارس حكومية مما يشكل ضغطاً على الفصول الدراسية وهذا مخالف للتعليمات؛ حيث إن التعليمات تنص على ألا يتجاوز نسبة الطلبة الأجانب 25% والطلبة السعوديين 75% ولكن للأسف الشديد هناك بعض المدارس في الرياض عدد الأجانب أكثر من السعوديين وأكثر أولياء أمورهم من أصحاب المهن الحرفية.
- أبناؤهم يتم علاجهم في المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية طبعاً، وهذا يشكل ضغطاً على الخدمات الطبية.
- أبناء هذه العمالة تقود سيارات أولياء أمورهم ويخالفون الأنظمة المرورية ويمارسون هواية التفحيط بدون احترام للأنظمة وهذه المخالفات مدونة في سجلات المرور.
- أبناؤهم يزاولون التجارة في المحلات التجارية وبعضهم يفترشون الأرض لعرض السلع وهذا الأسلوب يقلل من فرص عمل السعوديين.
- هذه الفئة من العمالة وأبناؤهم تتكاثر في الأسواق والمساجد وعند إشارات المرور ومراكز جمعيات البر بمطالبتها في دفع الزكاة والصدقة لهم مما يحرم المواطن المحتاج المتعفف عن السؤال.
أثبتت الدراسات الميدانية أن أبناء هذه العمالة تشكل مشاكل اجتماعية، واقتصادية، وأمنية، وصحية على هذه البلاد وأن مضارها أكثر من منافعها.
أنا هنا لا أقصد كل العمالة التي تحضر زوجاتهم وأبناءهم ولكن الأكثرية منهم تنطبق عليهم تلك السلبيات ويجب عدم السماح لتلك الفئة في استقدام أبنائهم، وذلك لتلافي تلك السلبيات السابقة، والسماح فقط لأصحاب المهن في استقدام أسرهم وهم كالآتي:
الأطباء، الأكاديميون، المهندسون، المدرسون في جميع المراحل التعليمية، وكل مهنة تكون البلاد في حاجة ماسة إليها.
هذه الفئة المتعلمة عادة تكون أسرتها مثقفة ودخلهم عال مما يؤهلهم في إسكان أسرهم في مساكن تليق بهم ويجعلهم يعيشون حياة كريمة وبعيدة كل البعد عن كل ما ذكرت من المخاطر والسلبيات السابقة. ولعل أهم علاج لهذه الظواهر السلبية هو الحل الجذري من الأساس في التأكيد على عدم استقدام العمالة لزوجاتهم وأسرهم ما لم تكن قادرة مادياً على تحمل تكاليف المعيشة المناسبة، والتي لا تتسبب في مضايقات اجتماعية وأمنية واقتصادية لسكان البلاد. والله من وراء القصد.
صالح بن محمد الشويرخ - الرياض - ص ب 150