|
الرياض - سمير خميس:
عندما يخطط الشاب الجداوي عبد العزيز المرزوق للسفر، فأول ما يحرص على اقتنائه في سفره، هي كاميرته أو «رفيقته» كما يصفها بذلك، ويضيف: في وقتنا الراهن، هي أهم حتى من حقيبة سفري.
المرزوق واحد من عشرات الشبان والشابات الذين دائماً ما تجد كاميرات التصوير معلقة على رقابهم، وتجدهم بذلك الهوس والتركيز على تسجيل كل لقطة يجدونها، خاصة عندما يكونون مسافرين: ليس دائماً تتاح لك الفرصة لتزور «اسطنبول» هكذا يبرر المرزوق حرصه على أخذ كاميرته حيثما يذهب.
كما يعتبر المرزوق أن هواية التصوير تكتسب بعدا أجمل في السفر، لقدرة الكاميرا على الاحتفاظ بلحظات من الصعب أن تتكرر، إذ ليس أجمل من شعور السفر، سوى تذكره من خلال اللقطات التي يتم توثيقها بالتصوير كما يعبر بذلك.
ومع انتشار الهواتف الذكية ذات الكاميرات عالية الدقة في التصوير، لم يعد الأمر حكراً على أصحاب كاميرات التصوير، فمن الممكن لأبسط جوال توثيق لقطة يبقى أثرها العمر كله.
سفر متواصل
عبد الرحمن الجوهري مسؤول التحرير في إحدى المجلات السياحية يفلسف لنا من مدينة ميونيخ الألمانية حرصه على السفر بكاميرته قائلا: الكاميرا وحدها هي من تستطيع السفر بك وأنت في مكانك، عندما تسمع عن أي منطقة سياحية، بإمكانك أن تبحث عنها في شبكة الإنترنت لتجد مئات الصور التي تسافر بك عبر القارات، صور التقطها مسافرون في رحلات سياحية، أو شركات سفر وسياحة، أو محررو مجلات سياحية، كما حصل لي، إذ اضطررت بحكم عملي لاقتناء كاميرا خاصة بي لأداء عملي، لأفاجأ بأن استخدامي لهذه الكاميرا يتجاوز حتى حدود عملي.
ويضيف الجوهري: في سفري هذا، أتيحت لي الفرصة لمشاهدة نهائي أبطال أوروبا بين فريقين ألمانيين في مدنية ميونيخ، ومهما حاولت أن أصف لك مشهد الساحة التي شاهدت من خلالها المباراة، فلن أستطيع أن أعبر تعبيراً وافياً عن المشهد، إذ إن الكثير من الجنون والشغف والدموع والانفعالات التي تصنعها كرة القدم، لا يمكن وصفها إلا من خلال صور التقطتها خلال المباراة، هذه الصور ستعيد لي هذه الأجواء الساحرة عند مشاهدتي لها في وقت آخر.
المنتديات السياحية
ومع انتشار المواقع والمنتديات الخاصة بالسياحة والسفر، اكتسبت «الكاميرا» أهمية أخرى، إذ فتحت هذه المنتديات الباب واسعاً أمام كل من يريد أن يحكي عن جمال منطقة، أو متعة السفر لمكان من خلال صور متعددة، فمواقع كموقع «المسافرون العرب» ومكشات وغيرها، زادت من أهمية الكاميرات والتصوير في الرحلات السياحية، بل إنها سوقت لكثير من مناطق المملكة السياحية أكثر مما بذلته هيئة السياحة والآثار في تسويقها لمناطق المملكة السياحية كما يعبر بذلك محمد العقيل.
ويزيد العقيل: ظروفي الصحية وسني الكبيرة لا تسمح لي بحرية التنقل بين مناطق المملكة الرائعة، إلا أن جولة واحدة في منتدى «مكشات» مثلاً تتيح لي هذا التنقل وأنا على مكتبي، فلا زلت مبتلاً من اثر شلالات «الخرارة»، وذلك الشعور الأسطوري لا يزال يستولي علي من أثر سهرة جميلة في وادي لجب في جازان، ونسائم صيف الباحة، لا زلت أتنفسها بكل عمق، كل هذا يتأتى من خلال مشاهدتي لكم الصور المتنوعة من خلال منتدى واحد فقط.
هذه المنتديات تعضدها مواقع التصوير الحديثة كـ»الانستغرام» مثلا، فمن خلال حساب في هذا الموقع، يمكنك المشاركة بمختلف الصور بكل الأشكال والأحجام في شتى مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها، موقع العصفور الأزرق «تويتر».