تبذل الدولة قصاري جهدها لرعاية المسجونين في الإصلاحيات التي أنشأتها في جميع مناطق المملكة، وقد سخّرت لها الإمكانات من مبانٍ وإمكانات بشرية وفنية وتأهيلية، وأصبح هناك قطاع كبير يقوم بهذه المهمة، في ظل توجيهات رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، من أجل إصلاح وتأهيل المسجونين، من أجل إعادتهم إلى حظيرة المجتمع نافعين لأنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، وكذلك الأحداث الجانحين في دور الملاحظة الاجتماعية تشملهم هذه الرعاية من تعليم وتدريب وتأهيل مهني، كما تهتم الدولة ممثلة في وزارة الشئون الاجتماعية بشؤونهم الخاصة والعامة.
ولكن هناك رعاية أخرى هي الرعاية اللاحقة لرعاية تلك الفئة من المسجونين في الإصلاحيات ودور الملاحظة الاجتماعية لرعايتهم وتأهيلهم للاندماج في المجتمع وحسن استقبالهم كأفراد عاديين في المجتمع، لأنه في حالة رفض المجتمع لهم وخاصة عائلاتهم التي ينتمون إليها يصبح الطريق أمامهم مسدوداً، فيلجؤون لأصدقاء السوء ممن كانوا يعرفونهم من قبل أو ممن تعرفوا عليهم داخل السجون ودور الملاحظة.
لذا لا بد من بحث حالاتهم منذ دخولهم لهذه الإصلاحيات وتهيئتهم للمعيشة في المجتمع الخارجي وتدريبهم على ذلك وموالاتهم بالتدريب الخارجي في المصانع ومراكز التدريب المهني.
هذه الثقة التي تمنح لهم تدفعهم لأن يعيدوا ترتيب حياتهم من جديد خاصة من حفظة القرآن الكريم، ويمكن أيضاً تخفيف العقوبة على من يحفظ ولو أجزاء من القرآن الكريم.
كما يجب أن تكون أحكام التعزير داخل الإصلاحيات سواء المحاكمة أو التنفيذ بدلاً من الإساءة إليهم في المجتمع ككل، أما قضايا الحد فتكون خارج نطاق الإصلاحية في المحاكم العامة.
كما يجب على الإصلاحيات أن تكون على علاقة بالأسر في المجتمع وتشجعهم على العلاقة المهنية من أجل تطبيق نظام الرعاية اللاحقة بعد خروجهم، ليكونوا أفراداً نافعين في المجتمع، وهذه العلاقة تعتبر من أنجح وسائل الرعاية اللاحقة للمسجونين بعد خروجهم للمجتمع أن يجدوا من يرعاهم من أفراد المجتمع.
إنّ الرعاية اللاحقة للمسجونين تشعره بكرامته وآدميته وذاته وهي بمثابة العلاج حتى لا يشعر بالنقص بعد خروجه من الإصلاحية التي قضى بها عدة سنوات.
وهذه السنوات التي يقضيها المسجون هي فترة مؤقتة وهو مجرد ضيف يقضي مدى عقوبته ثم يخرج إلى المجتمع لذا يجب النظر إليه على هذا النحو، وأن تبدأ الرعاية اللاحقة لـه منذ دخولـه الإصلاحية وتستمر بعد خروجه منها حتى يندمج في المجتمع.
ومن فضل الله أن الدولة أعزّها الله بتوجيه من قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومتابعة من سمو وزير الداخلية، تطلق بعضهم في أيام رمضان والأعياد، وهذا العفو الملكي يتطلب مزيداً من الرعاية اللاحقة لهؤلاء المفرج عنهم حتى لا تنتكس حالتهم ويعودون مرة أخرى للانحراف.
أعزّ الله دولتنا وقائدها والقائمين عليها ونفع بهم شعبهم الضعيف قبل القوي والمحتاج للرعاية قبل السليم المعافى، اللهم احفظ بلادنا من كل سوء وأدم علينا نعمة الأمن والأمان وأبعد عن كل حاقد وشرير والله من وراء القصد.
عضو هيئة الصحفيين السعوديين، ولاعب سابق بنادي الهلال