يعرف التجسس بأنه أحد الأنواع والسبل الملتوية في الحروب قديماً وحديثاً وهو بالتأكيد يهدد أمن ومعلومات الدول والشعوب؛ لأن الجاسوس الذي يعمل في الخفاء تحت شعارات كاذبة ليحصل من خلالها على معلومات مهمة وأسرار خطيرة ليقوم بإيصالها إلى الجهة التي يتجسس لحسابها لتتعرف على كل ما يصل من هذا الجاسوس عن المواقع والأماكن التي تريد معرفتها لاتخاذ إجراء معين يهدف إلى حرمان هذه الدولة من الانتفاع بمكتسباتها ومقدراتها مما يعرض هذه الأماكن للتدمير؛ مثلما حصل في عدد كبير من دول العالم، وقد أصبح التجسس في العالم أمراً مسلماً به، ولكن الكارثة الكبرى أن يتجسس مواطن من بلد ما على وطنه وعلى دولته التي ترعرع على ثراها وتربى في أحضانها معززاً مكرماً محمياً محفوظة حقوقه!
وقد تربى في كنف الإسلام الذي يحرم التجسس ويعتبره عملاً عدوانياً ممقوتاً.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا} (12) سورة الحجرات.
إن ما يحز في النفوس أن دولاً أو منظمات تدعي الإسلام تقوم بمثل هذه الأعمال المشينة وهي تعلم أنها تسبب أحقاداً وبغضاء وضغائن وتورث عداوات يمتد شرها إلى أجيال قادمة.
ألم يعلم هؤلاء أن سيد البشرية محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قد نهى أمته عن هذه الرذيلة؛ لأنها مخالفة لكل القيم والفضائل!
ألم يُدرك هؤلاء أن التجسس يدل على ضعف الإيمان وفساد الخلق وهو دليل على دناءة النفس وخستها وهو عمل كله أضرار يؤدي إلى غضب الله.
إن القانون الدولي يقضي بإعدام الجاسوس وبغير رحمة؛ لأن الرحمة لم تجد طريقاً إلى قلبه عندما قام بعمل مشين اسمه التجسس؟
وعلى مجتمعنا المتحاب الواعي أن يدركوا خطورة مثل أولئك الخونة على تماسك المجتمع وصون كرامته وحفظ مكانته.
ويحق لنا أن نقول:
من خان دينه والوطن تقصر أخطاه
ومن عاش بالحيلات يعرف مداها
والله الهادي.