كثيراً ما كان يحدثني والدي -رعاه الله- عن قصص كان مشهدها العيون والمشتل و طريق الخرج الرياض، حيث كانت القصص تروى من والدي في كثير من المجالس معنونة «مدينة الخرج سياحة لأهل الرياض» وفي ثنايا قصصه تصوير لجمال المشتل و روعته وتلك المناظر الجميلة التي تأسر العيون و تأنس بها الأنفس تحت تلاحم الأشجار في مشهدها المصور للمعنى الحقيقي للنفس الطيبة، فكثرة رواده خلال إجازة نهاية الأسبوع كان لها الأثر الكبير في كيفية إستغلال هذا الوقت في مكان يستحق العناء له. حيث كان طريق الخرج الرياض طريق غير مزدوج وطريق تسلكه كثير من الشاحنات، وكان آنذاك طريقا خطرا إلا أن روعة المكان و جماله كانت تجبر الكثير من العوائل و العزاب للحضور لمدينة الخرج للاستمتاع بوقتهم وقضاء نهاية الأسبوع، وبعد عناء العمل في تلك الأماكن السياحية.

ومن تلك القصص وحتى هذا اليوم والخرج لازالت تحتضن مقومات السياحة التي منحت لها كمدينة تراثية بها قصر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- موحد هذا البلد الذي لم يحظ باهتمام مباشر و كبير في تنميته والإستفادة منه كرمز ومكان يصور للحاضر عن الماضي بتهيئته على الشكل المطلوب إذ إنه لا يحتوي على أي من أغراض و أدوات وحاجات الملك عبدالعزيز، وامتدادا لذلك، فإن المحافظة بها مراكز و قرى لازالت تحتفظ بماضيها من بيوت طينية تحتاج لإعادة ترميمها و تهيئتها من جديد. وفتح مجالات أوسع للسياحة بأماكن تصور الماضي الجميل في برواز الحاضر.

ومن الآثار التي يقصدها الكثير الآن هي العيون وهناك أكثر من عين في المحافظة وطالما تحدث الكثير عنها و عن قصصها في كيفية عمل آلية للاستفادة من المكان بطرق آمنه لتصبح مطلاً ومكان يرتاده السياح. ومن هناء فإنني أتأمل وبعد الزيارة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض و نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز لمحافظة الخرج في تفعيل دور السياحة و دعمها بالشكل المناسب والرقي بها وفتح القناة من جديد وبدون تشفير كمدينة سياحية راقية.