الدلم - فهد الموسى:
تقع مدينة الدلم في وسط المملكة العربية السعودية وتبعد عن مدينة السيح عاصمة الخرج 20 كلم وعن مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية بحوالي 100 كلم. وتقع بين خطى الطول 47 - 48 درجة شرق خط جرينتش وما بين خطى الطول 23.5 ـ 24.5 درجة شمال خط الاستواء وترتفع عن مستوى سطح البحر 1360 قدماً. ويقدر عدد سكانها وفق آخر إحصائية رسمية بـأكثر من 70 ألف نسمة. تقع الدلم في منطقة سهلية تحدها من الشرق كثبان رملية تعرف بعرق الضاحي وتحدها من الغرب مجموعة تلال أشهرها ريع المحسّن وجبل أبو ولد ومن الشمال مركز نعجان ويحفها وادي تركي الذي يتفرع إلى فرعين وهما وادي أم الحصاني ووادي الجريف وتربتها رملية متماسكة.
يقول الشاعر عنترة بن شداد:
شربت بماء الدحرضين فأصبحت
زوراء تنفر عن حياض الديلم
اسم الخرج يطلق على المنطقة ومما سبق وورد في كتب التاريخ الأخرى يمكن القول بأن المقصود بالخرج قديماً هي الدلم كونها مقر الإمارة ولكن هذا الاسم يشمل مدن وبلدان الخرج حاضراً.
ومدينة الدلم تاريخية قديمة موغلة في القدم آلاف السنين من العصر الحجري الحديث الذي يبدأ من 9000 ق م وتختلف نهايته من مكان إلى آخر والآثار الدالة على ذلك في الدلم ما يلي:
الموقع الأول: يقع شمال خفس دغرة بحوالي 15 كم بين خفس دغرة وزميقة من الجهة الشرقية ومساحته (250000) م2.
الموقع الثاني: مقابر تحت الأرض منحوتة وتقع جنوب عين الضلع بالقرب من السفح الغربي لهضبة القصيعة وهو داخل الآن في مزارع وتم حفر جزء بسيط من مدخل المقبرة واكتشف بعض الآثار مما يوحي أن الموقع حقل مقابر منحوتة في باطن الأرض.. سور وبرج الدلم.
من المعلوم أن الجزء الأكبر من مدينة الدلم كان موقعه مقابل حي الخالدية الحالي من جهة الغرب وتهدمت من السيول عام 1211هـ وبنيت المدينة بأسوار جديدة (الدلم القديمة) وفي عهد الإمام عبدالعزيز بن سعود في عهد الدولة السعودية الأولى تعرض سورها أيام حكم ابن رشيد إلى تخريب بعض أجزائه وتم ترميمه بأمر من الملك عبدالعزيز بعد فتح الرياض عام 1319هـ.
ومن الآثار الأخرى التي كانت محاطة بالأسوار العذار وزميقة وماوان وهذه وصلت إلى مرحلة من الرقي والتقدم بمعيار وقتهم حيث القلاع والتحصينات.
تزخر مدينة الدلم التي تعتبر عاصمة الخرج التاريخية بالعديد من المعالم الأثرية ولهذا أول ما فكر فيه الملك عبدالعزيز بعد فتح الرياض هي مدينة الدلم والتي إن ضمها كان مسيطراً على جنوب الرياض فتوجه إليها وشهدت العديد من المعارك التاريخية حسب ما ذكر الرواة ممن حضروا الواقعة -ومن أشهر المعارك العسكرية التي شهدتها الدلم معركة بين الملك عبدالعزيز وابن رشيد، حيث شهد الدلم معارك ضارية حسب أقوال بعض الرواة الذين شاركوا بها حيث بدأت الحرب شمال الدلم القديمة واتخذ ابن رشيد بلدة المحمدي في شمال الدلم موقعه لحرب الملك عبدالعزيز وأهالي الدلم بقيادة الأمير عبدالله بن ناصر الحقباني وبدأت الحرب سجالاً بين أهالي الدلم مع الأمير محمد السديري قائد السرية التي وضعها الملك عبدالعزيز في الدلم وابن رشيد قبل وصول الملك عبدالعزيز إليهم من الحوطة وقلت عليهم المؤن وأرسلوا واحداً منهم هو محمد بن شديد إلى الحوطة لجلب المؤنة وأمر الملك عبدالعزيز ابن شديد أن يكون بشيراً لأهالي الدلم فخرج الأهالي لصد جيش ابن رشيد. وكان انتصار الملك عبدالعزيز وأهالي الدلم, فقامت العرضة النجدية في سوق الدلم القديمة ولعل من أبرز المواقع الأثرية في الدلم: سور وبرج الدلم الذي تعرض في عهد الدولة السعودية الأولى -أيام حكم بن رشيد- إلى تخريب بعض أجزائه وتم ترميمه بأمر من الملك عبدالعزيز بعد فتح الرياض عام 1319هـ ومن الآثار الأخرى التي كانت محاطة بالأسوار العذار وزميقة وماوان.
وهناك مستوطنة قديمة تقع شمال خفس دغرة في جنوب الدلم بحوالي 15 كم بين خفس دغرة وزميقة من الجهة الشرقية ومساحته 250000م2.. وقد تم التقاط كسر فخارية متنوعة بعضها وجد عليه رسوم وزخرفة ويعتقد أنها تشبه موجودات العهد البيزنطي، كما وجد كسر فخارية متنوعة ترجع إلى العهد الإسلامي، تمثل بقايا منشأة ربما تكون قلعة أو حصناً لم يبق منه إلا أجزاء يسيرة، كما تم العثور على أعداد هائلة من الآبار القديمة في الموقع وحوله، وكذلك العثور على مجموعة فخارية كبيرة وقد كانت في السنوات الماضية مكان يرتاده البعض ولكن لعدم الالتفات لها وتوفير وسائل الجذب والعناية به توقف الزوار عن الذهاب إليها. إضافة إلى قرية ماوان الواقعة جنوب غرب الدلم إذ يوجد فيها بقايا قلاع وتحصينات منتشرة فوق السلاسل الجبلية الجنوبية والشمالية الموجودة في ماوان، وفي الجزء الشمالي من الموقع قلعة مدعمة بأبراج نصف دائرية.
الإمارة:
من أبرز الأمراء الذين تعاقبوا على إمارة الخرج الدلم من الدولة السعودية الأولى وحتى الآن حسب التسلسل: 1. سليمان العفيصان 2. إبراهيم العفيصان 3. عمر العفيصان 4. محمد السنبل 5. على العفيصان 6. عبدالله السنبل.
أما الأمراء الذين تعاقبوا على إمارة الدلم منذ ظهور الدولة السعودية الثالثة وتحت حكم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى وقتنا الحاضر: 1. عبدالله الحقباني 2. عبدالرحمن العرفج 3. ناصر الحقباني 4. عبدالعزيز السيف 5. عبدالعزيز السويري 6. صالح الشنيفي 7. عبدالعزيز بن مدعوج 8. إبراهيم المشاري 9. سلطان السلطان 10. عبدالرحمن بن معمر 11. إبراهيم بن عبدالرحمن بن معمر 17.عيد بن يوسف القبلان.
ثانياً: سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي الديار السعودية السابق، وتولى القضاء والتعليم في مدينة الدلم أكثر من (14) عاماً من العام 1357هـ إلى العام 1371هـ وفي عهده تم تأسيس أول محكمة شرعية بالدلم في العام 1357هـ وتعتبر أقدم المحاكم في المملكة العربية السعودية وتولى القضاء في بداية الدولة السعودية الحديثة العلامة الشيخ (عبدالعزيز الصرامي) أو(الصيرامي) حسب اسم العائلة وكانت عائلته في المنطقة تعرف بأبناء (الشيخ) ثم ابنه (محمد بن عبدالعزيز الصرامي) وعبدالعزيز الصرامي دام في القضاء حوالي ثلاثين عاماً من العام 1315هـ إلى 1345هـ، يقضي وتعلم على يديه كثير من طلبة العلم من أبناء منطقة الخرج وقد زامن العالم الشيخ عبدالعزيز الصرامي دور الدولة السعودية الثانية والدولة السعودية الثالثة، وكان لهذا الشيخ الكثير من المواقف أثناء المحن والاضطرابات في مدن الخرج وقراها فقد جمع رأي الجميع وحقق الهدف أثناء تأسيس الدولة السعودية الثالثة على يد الموحد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وكان قاضي الدلم أثناء مواجهة الملك عبدالعزيز وابن رشيد وعند قدوم الملك عبدالعزيز إلى الدلم قاعدة الخرج لمحاربة ابن رشيد قابل القاضي الشيخ الصرامي ونزل ضيفاً عنده عند قدومه.
الدلم 1434هـ
الدلم الآن المدينة الثانية في الخرج بعد السيح يدرس في مدارسها 15000 طالب وطالبة وبها كلية التربية للبنات ومبنى جديد لمركز التنمية الاجتماعية ومستشفى وجميع فروع الوزارات يمر بها طريق الجنوب العام فزادها تنمية ونشاطاً.
أصبحت الدلم مقصد سكن واستثمار وتجارة وسياحة فانتعش سوق العقار وفتحت المخططات السكنية والزراعية وزاد نشاط بناء الفلل السكنية في جميع الأحياء وفي مختلف الاتجاهات
كما أن النشاط الزراعي الموروث يتوهج نشاطاً فنرى المشروعات الزراعية العملاقة وزاد غرس النخيل ليصل عدد النخيل في بعض المزارع لـ 100 ألف نخلة فضلاً عن مشروعات الألبان والأعلاف والبيوت المحمية والدواجن والبيض ومزارع الإنتاج العضوي.
ومما زاد الدلم تنمية النشاط السياحي فأصبح منتزه وثيلان مقصد تنزه وسياحة وكذلك بقية المنتزهات في الخبي وسويس وماوان والعين والضاحي وهجلة الخفس وغيرها ليجد سكان الخرج منتزهات تنقصها خدمات.
احتياجات ومطالب المواطن في الدلم
1 - ينتظر المواطنون تصنيف الدلم محافظة لتأهلها بالسكان والمساحة.
2 - تنفيذ مدخل الدلم من طريق الحاير بشارع 100 م ويعبر طريق الجنوب لينتهي في قاعدة الأمير سلطان بالخرج.
3 - زيادة ودعم مشروع التحلية، حيث إن المشروع الحالي ستكون طاقة إنتاجه 10 آلاف م3 بينما الذي يضخ حاليا 16 ألف م3 ولم يغطي فكيف بعد تشغيل محطة التحلية ستبقى أزمة المياه لتكمل مسيرتها منذ 40 عاماً
4 - مستشفى الدلم الخيري يحتاج لتكملة المشروع نفذ من أهل الخير فتوقف أمام مرأى وزارة الصحة التي اعتذرت عن تكملة المتبقي.
5 - فتح طريق من حي السعيدان يلتقي بحي الخالدية لتخفيف السير على طريق الأمير سلمان ولزيادة التنمية بين الأحياء السكنية.
6 - تحقيق آمال وطموحات الشباب بتخصيص أراضي حكومية لوزارة الإسكان لتنفيذ أمر خادم الحرمين ليحصل المواطن على أرض وقرض.
7 - ربط الدلم بالمدينة الصناعية بخطوط مباشرة حيث إن المسافة 7 كم.