|
أكد المشرف العام على اللجان العلمية للملتقى الدكتور سفيان بن إبراهيم الربدي أن الجودة تعتبر هدفًا للدراسة والبحث في جميع مجالات الحياة للوصول إلى مستقبل مشرق، فالمجتمع بما يمتلكه من طاقات بشرية ومادية متنوعة له الدور الأكبر والمباشر في الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم، وهذا يعتبر من أهم المؤشرات الدالة على تقدم المجتمع ورقيه. وأضاف: إن الأشخاص ذوي الإعاقة لهم حق في الرعاية الصحية والتعليمية والتأهيلية في جميع مراحل نموهم، ولهم حق العمل والتوظيف حين وصولهم لمرحلة العمل، ولهم الحق في الحياة والتمتع بكافة الحقوق المادية والاجتماعية والقانونية، وعليهم واجبات المواطنة بقدر الاستطاعة وتحمل المسئولية.
وإن تجاهل هذه الحقوق أو إغفالها يؤدي إلى أن يدفع المجتمع الثمن باهظاً عندما تزداد أحوال هذه الفئة تدهورًا فيتحولون إلى طاقات غير مستثمرة ويصبحون عائقا على ذويهم ومجتمعاتهم، وربما يكونون عرضة للانحراف الاجتماعي والأخلاقي. لذا يتوجب على المجتمع أن يعي هذه الحقوق لأنها جزء لا يتجزأ من خطة الدولة في الاهتمام بالمعاقين.
وقال الربدي: في ضوء ذلك أصبح الأشخاص ذوو الإعاقة يحتاجون إلى مجموعة من الخدمات التخصصية الشاملة للنواحي الصحية والتربوية والتعليمية والنفسية والاجتماعية والتأهيلية والمهنية والثقافية والإعلامية التي تضمن لأفراد هذه الفئات فرص النمو المتكامل والمتوازن والاندماج في المجتمع، بالإضافة إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة لهم متطلبات مختلفة في شتى مجالات الحياة تختلف عن المتطلبات الأخرى للأشخاص العاديين وتختلف هذه المتطلبات تبعًا لنوع الإعاقة وما يترتب عليها من مؤثرات.
ومن هذا المنطلق سعت الجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل المعاقين ببريدة إلى العمل على إيجاد وصياغة معايير شاملة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة يتم من خلالها تقديم الخدمات لهم بمستوى عالي الجودة والإتقان، حيث قامت الجمعية بالتعاون مع الجامعات والمختصين والخبراء في مجال رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة من داخل المملكة وخارجها، فتم تشكيل لجان علمية من الأكاديميين والمختصين والخبراء في ميدان الإعاقة تشمل (مجال الأفراد، ومجال المؤسسات والخدمات، والمجال الطبي)، وقامت اللجان العلمية بعقد عددٍ من الجلسات لوضع الخطوط العريضة للمعايير الشاملة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة والاطلاع على التجارب العالمية في هذا المجال ومخاطبة الباحثين والأكاديميين في الجامعات السعودية والعربية لتقديم أبحاث علمية وأوراق عمل تتناول هذه المعايير، بالإضافة إلى عقد ورشة عمل مغلقة شارك بها أكثر من 60 فرداً من أساتذة الجامعات والعاملين في مجال الإعاقة في المؤسسات الحكومية والأهلية بهدف مناقشة المعايير الشاملة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، وقد تم الخروج بمجموعة من التوصيات الهامة من هذه الورشة ساهمت في خدمة المعايير الشاملة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة.
وسوف يعقد الملتقى العلمي لإعداد المعايير الشاملة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة على شرف سمو أمير منطقة القصيم -الرئيس الفخري للجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل المعاقين ببريدة - من 11 /6 حتى 13 /6 /1434هـ، بمشاركة خبراء وباحثين من 24 جامعة وعدد من الجمعيات ومراكز البحوث العلمية وإدارات التربية الخاصة بالمملكة العربية السعودية، وسوف يتم في الملتقى العلمي عقد جلسات علمية وورش عمل مرتبطة بالمعايير الشاملة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى إقامة ندوات مصاحبة في المجال الطبي ومجال التربية الخاصة.
واختتم الربدي حديثه: لقد وجدت اللجان العلمية الدعم الكامل من الجمعية وعلى رأسها سمو أمير منطقة القصيم الرئيس الفخري للجمعية، وذلك بتسخير كل ما من شأنه إنجاح عملها والوصول إلى إيجاد المعايير الشاملة للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة وسوف تخدم فئة غالية على قلوبنا تجد الاهتمام والرعاية من قبل الدولة رعاها الله.