(برنار بوليه) من الصحافيين الفرنسيين والباحثين المثيرين للجدل في علم الاتصال والتحولات الإعلامية، يقول في كتابه واسع الانتشار (نهاية الصحف ومستقبل الإعلام): لا ينبغي القول إن (الإعلام الورقي) مهدد بالموت، فلا زلنا نرى ثمة عملاً للهيئة العامة (للصحف الورقية الفرنسية)، رغم أن (نهاية الصحف) والتساؤلات حولها، تشكل قضية ساخنة في النقاش داخل أمريكا وفرنسا معا!.
يبدو أن هناك (طلاسم إعلامية) متكررة ومتشابهة في كل الثقافات بين الشاشة، والحبر، والمذياع، ولن تجيد فك شفرتها إلا بعد أن تقرأ لكبار الصحافيين الغربيين لفهم (التجربة الإعلامية هناك) وكيف صيغت ؟ وأعيد بنائها بعد سنوات مريرة من التجارب ؟! خصوصاً عندما تقدم صناع ومهندسو (التحقيقات الصحفية الهامة) في الصحافة الورقية إلى مراكز قيادية في أشهر الصحف العالمية !.
تجربة قادة الكثير من الصحفيين الورقيين والكتاب اللامعين الغربيين والأمريكيين للتحول تدريجياً إلى الشاشة أو المذياع، هذه التجربة استمرت على مدى (30 سنة تقريباً) دون أن يعلم عنها صناع الإعلام العربي شيئاً؟! أو يحاولوا استنساخها لجعل أصحاب القلم والفكر، نجوم شباك الفضاء ؟!.
الإعلامي العربي كان أكثر تخصصاً إما (ورقي أو تلفزيوني )، ويندر أن يجمع بينهما إلا صاحب موهبة فذة لن (تتكرر) ، وهناك اسماء لها تجربتها وإن كانت تعد على أصابع اليد الواحدة ؟!.
فجأة تغيرت الصورة في الإعلام العربي، وأصبح سباق الكتاب والصحفيين الورقيين نحو (الاستوديوهات) أمرا مشاهدا وملموسا بشكل أكبر، وكأنها هجرة موسمية لنجوم الصحافة، بل هو عصر (غزو الفضاء من قِبل نجوم الورق)؟!.
أرجو أن لا يغضب مني الأصدقاء.. فالناجحون بعد خوض هذه التجربة من الصحافيين (قليلون جداً)، والفاشلون يملؤون الفضاء اليوم، التلفزيون (صناعة مختلفة) يتطلب بعض المهارات التقنية، التي ليس من الضرورة أن تتوافر في الصحافي الناجح!.
كما أن كل (مقدم تليفزيوني) لا يستحق (بالمقابل) لقب (صحافي) فقط لأنه يظهر على الشاشة..!.
إنها دعوة ( لغزاة الفضاء ) من الباحثين عن الشهرة والنجومية.. عودوا إلى صحفكم وأقلامكم.. حتى لا تصبحون فقط (نجوماً من ورق)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com