من جديد يجتمع أصدقاء الشعب السوري، وهذه المرة في مدينة اسطنبول، التي يمكن اعتبارها (عاصمة الثورة السورية) إذ تعد القاعدة السياسية التي يتواجد فيها معظم الشخصيات السياسية وحتى العسكرية، وبالتالي فإن عقد مؤتمر لمناصرة الثورة السورية في هذه المدينة يتيح لجميع الفعاليات السورية الشعبية، إن كانت سياسية أو مقاتلة أن تسهم وتشارك في هذا المؤتمر الذي تعددت لقاءاته رغم أن نتائجه لم تكن بالمستوى الذي يأمله السوريون.
فكثير من مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري عقدت في عواصم أوروبية وعربية واتخذت قرارات إلا أنها لم تساعد في إنهاء الوضع الحرج الذي يعيشه السوريون بسبب تنمّر نظام بشار الأسد وتصعيده لإجرامه الذي لم يشهد التاريخ مثله، فحتى المساعدات الإنسانية لم تنفذ، ولم تترجم الوعود التي أطلقت في المؤتمرات السابقة.
الثوار وقبلهم الشعب السوري يريد من مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المنعقد في اسطنبول، أن يوفر دعماً حقيقياً وملموساً للاجئين السوريين والمهجرين وتأمين المناطق المحررة في الشمال والجنوب السورييْن فبالإضافة إلى رصد وتقديم أموال يلتزم بإيصالها للمحتاجين في معسكرات الإيواء للاجئين في دول الجوار، لا بد من تأمين المناطق المحررة في شمال سوريا المحاذية لتركيا وإقامة ممرات ومناطق آمنة إلى داخل سوريا، والعمل على تأمين ممرات ومناطق آمنة في جنوب سوريا انطلاقاً من الأردن، فالمناطق الحدودية مع الأردن ومع تركيا تواجه حصاراً من قبل قوات بشار الأسد بهدف تجويع المواطنين هناك وعقابهم على تأييدهم للثورة السورية.
كما أن المناطق الحدودية مع لبنان تشهد اختراقاً وتهديداً من قبل مجموعات ومقاتلين من حزب حسن نصر الله ومليشيات طائفية مدربة من العراق وإيران وحتى الهند وباكستان، وهذه المجاميع الطائفية المليشياوية تنثر القتل والدمار في القرى الحدودية السورية المتاخمة للبنان، وهذا يتطلب من المؤتمرين في اسطنبول أن يقدموا دعماً مالياً حقيقياً لمساعدة المحتاجين، إضافة إلى مد الثوار بأسلحة نوعية تساعدهم على القيام بواجبهم بالدفاع عن المواطنين والقرى السورية التي تتعرض لاعتداءات ممنهجة من قوات بشار الأسد والمليشيات الطائفية القادمة من العراق وإيران والهند وباكستان إضافة إلى عصابات حزب حسن نصر الله التي زجت بعشرات الآلاف من المقاتلين والعناصر الإجرامية التي تمارس القتل على الهوية وفق نظام فرز طائفي بهدف تفريغ المنطقة الحدودية مع لبنان لإقامة جيب طائفي يمتد إلى منطقة الساحل لتحقيق هدف بشار وجماعته في تهيئة موقع لإقامة دويلتهم الطائفية.
jaser@al-jazirah.com.sa