للأسف، لم يعد يتنافس على كلياتنا التربوية إلا أولئك الذين أوصدت في وجوههم أبواب الكليات الأخرى. أظن أن الذي أوصلنا إلى هذا الوضع التعليمي المتواضع هو أن مهنة التعليم لدينا ليست جاذبة اجتماعياً واقتصادياً للمبدعين والمتميزين. ستكون مهنة التعليم جاذبة إذا تحقق ما يلي:
1- دخل مادي للمعلم ينافس دخل الشرائح الوظيفية الأخرى، وهذا ما هو متحقق عند الأمم المتحضرة التي تقدّر قيمة العوائد التنموية العظيمة للتعليم، 2- أن لا نرهق المعلمين بعدد كبير من الطلاب في الفصل الواحد، مما يتسبب في إحراقهم مهنياً 3- أن يكون مكتب المعلم وبيئة عمله (الفصل) مشجعة على العمل، 4- أن نواصل تدريب المعلم على أفضل المهارات بحيث يشعر المعلم بأنه يقدِّم عملاً احترافياً لا يستطيع أن يقوم به أي فرد، 5- أن نوفر للمعلمين الحماية القانونية من أي طرف يريد الانتقاص والتقليل من مكانتهم ومهنيتهم (هل تظنون أن الانتقاص من مكانة المعلم مثل الانتقاص من مكانة القاضي أو الضابط؟!)، 6- قطع الطريق على كل من يريد دخول مهنة التعليم دون أن يكون مؤهلاً لها، 7- أن لا نعتبر المعلمين مثل الجدار القصير، ففي وقت من الأوقات امتلكنا من الشجاعة ما يكفي لنهضم حقوقهم الوظيفية ولم نمتلك الشجاعة نفسها مع القضاة والضباط والأطباء. والعجيب أننا بعد ذلك كله ما زلنا نتساءل: لماذا تعليمنا متواضع المستوى؟
أستاذ التربية بجامعة الملك سعود