كان ركن الإمارات العربية المتحدة نجم الأركان في مهرجان الجنادرية 28؛ إذ أثار ضغينة بعض الغيورين تطوعاً، سواء بمصادفة حضور مطربة إماراتية غير مشاركة لمشاهدة الفعاليات، أو بوجود ثلاثة شباب وسيمين في المهرجان؛ ما جعل بعض المتشددين المتطوعين يستنكرون وجودهم، ويطالبون بإخراجهم من مكان المهرجان خشية افتتان النساء بهم!!
ولا شك أن محاربة بعض المتشددين للوسامة يثير العجب، بل والسخرية! إذ يظهر بالتلفزيون المئات من الرجال الوسيمين والنساء الجميلات، دون أن يؤجج شهوة، أو يشعل لهيباً في قلوب العذارى!!
يخطئ من يتوقع أن يُغطِّي الشمس بغربال، أو يمنعها من الشروق! والجمال قد يكون دافعاً للإعجاب، لكنه لن يكون مخترقاً لحدود العفة أو نافذاً لتخوم الشرف! والمرأة التي يُخشى عليها من الفتنة ليست جديرة بالاحترام أبداً، ولا خليقة بتكوين أسرة! وطالما كانت النظرة بريئة وعابرة فإنها لا تعدو أن تكون كذلك! لوحة فنية مؤقتة!
والحق أن الحرج ما برح يلاحقنا بسبب بعض الممارسات غير الحضارية مع بعض الدول والشعوب من لدن ثلة من المتطرفين لدينا، سواء بالتشكيك في شرف المرأة، أو الغمز بعفة الرجل؛ إذ يتم تبادل مقولات فئة من المشايخ (لا تخلون الفتاة بوالدها، أو فرض الحجاب على الطفلة الجميلة)! وهل الطفولة إلا جمال كلها!!
فأي شك يعصف بالعقول؟ وأي مرض يسكن القلوب ونحن ننام ونستيقظ على فتاوى مشككة، وترديد هواجس شيطانية تزيد وتعمق مفاهيم خاطئة غاية في الشهوانية، لدرجة نفور بعض الفتيات من آبائهن ومحارمهن خوفاً من التحرش والاعتداء؟!
ومع عدم تجاهلنا للسلوكيات الشاذة التي يمكن أن تصدر من بعض المحارم إلا أن الفتاة الذكية والسيدة النبيهة تستطيعان حماية نفسيهما حالما ترى تجاوز التصرفات حدود الأدب! إلا أن تكون إحداهما بهيمة لا تدرك، عندها يمكن أن تُربَط بحبل، ويُغلق عليها باب الحظيرة، ويوضع معها والداها؛ إذ لم يربياها أو يحذراها من مقدمات التحرش أو المعاكسة أو الاعتداء!!
ومن الجدير، بل من الواجب تربية أبنائنا (ذكوراً وإناثاً) على كيفية التعامل مع الآخر، وتوضيح حدود العلاقات بدقة، دون أن نزرع الخوف في نفوسهم من لمسة حانية من أب أو أخ أو محرم، فليس أدفأ من حضن والدة لولدها مهما غطى الشعر وجهه، بل وكساه الشيب، وليس أرق من ضمة والد حنون لابنته، طفلة كانت، أو مراهقة أو أُمًّا، بل وجَدّة يحف بها أحفادها!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny