الحديث عن المدينة المنورة ليس حديثاً عابراً كالحديث عن أي مدينة من مدن العالم نظراً لما تمثله من أهمية كبيرة لدى المسلمين سواء على المستوى المحلي أوالإقليمي أو الإسلامي فهي المدينة والأرض الطاهرة المباركة التي اصطفاها الله عز وجل لتحتضن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بعد هجرته من مكة المكرمة، فهي دار الهجرة والسنة، وقلب الإيمان، التي تهفو إليها قلوب المسلمين في أنحاء المعمورة ويتطلعون إلى زيارتها للصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب العلم فيه، والاطلاع على معالمها الدينية العظيمة، وهي المدينة العريقة التي نزل فيها الوحي وتضم مثوى ومسجد سيد البشرية نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم وهي أيضاً حاضرة العلم والعلماء.
ومن هذا المنطلق فلا يخفى على أي إنسان أن للمدينة المنورة موقعاً خاصاً في اهتمامات قيادتنا الرشيدة على مر السنين وخاصة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله-.
فقد جاءت التوسعة الكبرى التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- للمسجد النبوي الشريف والتي تندرج ضمن اهتماماته أيده الله بالحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم لزيارة المسجد النبوي الشريف بكل يسر وسهولة.
وفي هذه الأيام تشارك الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي أخذت على عاتقها نشر الوعي الإسلامي بين كافة المسلمين في أرجاء المعمورة بأربع عشرة فعالية علمية وثقافية ضمن فعاليات مناسبة «المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية» لعام 2013م التي تم اختيارها من قبل منظمة التعاون الإسلامي.
ولذلك فإن الجامعة الإسلامية التي حظيت بدعم واهتمام كبير من قيادتنا الرشيدة واختيرت أن يكون موقعها في رحاب المدينة المنورة قد أضافت الكثير لتاريخ الإسلام من خلال رسالتها الجامعية الشمولية، والتي أخذت على عاتقها استقطاب الدارسين للثقافة والعلوم الإسلامية من كافة أرجاء العالم وخصوصاً من دول العالم الإسلامي.
وقد استوقفني كثيراً تصريح معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن على العقلا عن جملة الفعاليات المشاركة المتعددة والمتنوعة والتي تشمل مؤتمراً عالمياً بعنوان: «الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحقوقه على البشرية»؛ الذي يسعى إلى دعوة الإنسانية جمعاء إلى الحوار العقلي للوصول إلى كلمة سواء، حول دور وجهود الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كمصلح اجتماعي وهاد للبشرية إلى طريق الخير، له حقوق واجبة بمقتضى الشرع والعقل على البشرية جمعاء مسلمين وغير مسلمين.
وأضاف إن الجامعة تقوم أيضاً على تنظيم المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف بعنوان «نحو إستراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي» الذي يهدف إلى إعداد خطة عملية لمستقبل المؤسسة الوقفية وتحديد اتجاهاتها، وتطوير منظومة تشغيلها وإدارتها وإعادة هيكلتها، وتحديد الخطوات التنفيذية والآليات الواضحة لتوجيه مؤسسة الأوقاف نحو المستوى المرغوب فيه، ومعالجة ثغرات الأداء الحالي لمؤسسات الأوقاف، والوصول إلى الأداء الأمثل لها. وبين أن هناك أربع ندوات علمية عن كل من أئمة المذاهب الأربعة، كما تضم الفعاليات حواراً بعنوان: «جهود المملكة العربية السعودية في تطوير وتنمية المدينة المنورة»، والكثير من الفعاليات العلمية والثقافية التي تصب في خدمة الإسلام والمسلمين.
وهذا يعني من وجهة نظري كباحثة ومتابعة ومواطنة سعودية، بأن ما تقوم به الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة من أعمال بهذا الحجم من الفعاليات التي تعمل على تنشيط ذاكرة العلماء والباحثين والمفكرين لتقديم الأكثر والأجود مما لديهم خدمة للدين الإسلامي الحنيف، ومتابعة كل وسائل العصر الحديثة إنما هو عمل إنساني رائع يسجل في ميزان حسناتهم، لأن الإنسان النافع هو من كان الأكثر نفعاً لدينه ووطنه ولإنسانيته.
فالشكر لله أولاً وأخيراً الذي وهب مملكتنا الغالية رجالاً أوفياء نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ووطنهم مثل معالي المربي الفاضل الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والذي أضاف بحنكته العلمية والثقافية التربوية فوق الإضافة إضافات، وجعل الجامعة الإسلامية في مصاف وأرقى الجامعات في العالم.
فإلى هذه الجامعة الشامخة شموخ مدينتها المنورة، وإلى مديرها معالي الأستاذ الدكتور محمد العقلا وكافة أعضاء هيئة التدريس والعاملين فيها كل الشكر على ما بذلوا ويبذلون من جهد لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم.
وهكذا.. تظل المملكة العربية السعودية -بإذن الله تعالى- حصن الإسلام الحصين وملجأه الأخير في ظل قيادتنا الرشيدة -يحفظها الله- قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الإيمان ليزأر إلى المدينة كما تزأر الحية إلى جحرها).
والله من وراء القصد،،،
عضو هيئة الصحفيين السعوديين - عضو مجلس الإدارة ورئيسة المركز الإعلامي بالمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية بالرياض