Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 31/03/2013 Issue 14794 14794 الأحد 19 جمادى الأول 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

افتتح المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف «نحو إستراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي»
آل الشيخ: الوقف عانى من الاعتداء والسرقة.. ودول إسلامية أساءت له

رجوع

آل الشيخ: الوقف عانى من الاعتداء والسرقة.. ودول إسلامية أساءت له

المدينة المنورة - علي الأحمدي:

أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على أن المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف الذي تنظمه الجامعة الإسلامية حاليا بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد سبقته عدة مؤتمرات دولية تنقلت بين جامعة أم القرى والجامعة الإسلامية شاكراً الجامعة الإسلامية على الاهتمام بهذه السنة المحمدية الإسلامية العظيمة وعقد هذه المؤتمرات الدولية لها للنهوض بشريعة الوقف في بلدان العالم الإسلامي بل في دول العالم أجمع. وقال معاليه في كلمة له يوم أمس لدى قيامه بافتتاح المؤتمر تحت عنوان «نحو إستراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي» قال إن النهوض بالوقف هو شعار المؤتمر حيث يسعى لوضع إستراتيجية لها أهداف بعيدة للوقف الإسلامي، وهذا إيمان منّا جميعاً بأن الوقف في الشريعة الإسلامية ركن ركين في أساسها الفقهي والعملي، وهو سنة إسلامية لم يسبق أمة الإسلام إليها أمة من الأمم بل جاءت بالوحي الشريف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن الصدقة الجارية أعظم صورها الوقف، ولم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له مقدرة إلا وقف وقفاً.

وأضاف معاليه أن علماء الإسلام اعتنوا بالأوقاف عناية فائقة وقامت الدول الإسلامية منذ زمن النبوة بالاهتمام بالوقف وكان له شأن كبير في قرون الإسلام الأولى، لأن الوقف عبادة لا مجرد حركة مالية ينتفع منها الوارث أو أصحاب الحاجات في المجتمع وإنما الوقف عبادة عظيمة لأنها متعلقة بالمال وبها يتخلص الإنسان من الشح، ولذلك فإن المسلمين تسارعوا إلى أن يقف منهم من وجد ميسرة من المال في أمور حث عليها الشرع أو تعظم الحاجة إليها.

وأكد آل الشيخ أن الناس في زمن القرون المفضلة لم يكونوا ينتظرون العمل من بيت المال، فبيت المال يقوم بواجبه، ولكن هناك أشياء كثيرة يقوم بها الناس مما في مصالحهم من بناء المساجد والمدارس ووقف المستشفيات ووضع الأوقاف عليها وإنشاء المكتبات الوقفية ودور العلم، وحتى أن القارئ في التاريخ الفقهي للوقف يجد أنّ الوقف شمل كافة المجالات سواء كانت من واجب الدولة أن تقوم به أم لا. ثم جاء زمن الضعف الإسلامي العام فبدأت الأوقاف يعتريها ما اعترى غيرها من النقص ومن التحوير عن شروط الواقفين ومن السرقة أحياناً، وأدى ذلك إلى قلة الأوقاف وضعف تأثيرها في الأمة الإسلامية بل أصبحت محل ندرة في إهمالها وسهولة الاعتداء عليها والتحايل للوصول إلى غلاتها وأصبح ما شرطت له من الوقوف أقل انتفاعاً لعدم وجود التنظيمات الكافية التي تحفظ لهم حقهم.

وحول حال الوقف في العصر الحاضر قال معاليه إن دولاً كثيرة في العالم الإسلامي أساءت للوقف والأوقاف القديمة فمنهم من ألغى الوقف كليًّا ومنهم من صرفه في غير شرط الواقف، ومنهم من أبقاها على استحياء، كما وجدنا أن الأوقاف حافظت على هوية المسلمين وأثبتت وجودهم في الدول غير الإسلامية والبلدان التي وصلوا إليها، فزمننا الحاضر يشكو كثيراً من ضعف الاهتمام بالأوقاف سواء من جهة ضعف الأداء الحكومي والأداء الأهلي، فالعاملون في وزارات الأوقاف يشكون من ضعف أداء الوقف وأنه لا يوافق الطموحات التي يريدها أهل الغيرة على شريعة الإسلام في الاهتمام بهذه السنة المحمدية.

وأشار آل الشيخ إلى تخوف رجال الأعمال والأغنياء من الوقف لأنهم لا يجدون من التقنين والأنظمة في بلادنا الإسلامية ما يحفظ لهم حقوقهم ويخشون ضياع ثرواتهم، فكان لزاماً على المخلصين أن ينهضوا لفهم الوقف أولاً، ثم وضع الأنظمة والقوانين التي تحفظ للوقف شريعته وهيئته وهيبته، وتشجع الناس من ذوي القدرة على تقديم الأوقاف، مؤكداً أن مفترق الطريق يكمن في عدم وجود التنظيمات الكافية حكومية كانت أو أهلية للنهوض بالوقف الإسلامي، فلا بد من النهوض بالوقف في الجهاز الحكومي وأداء الدول، وكذلك في الأداء الأهلي في إيجاد صيغ ونماذج وقفية جاهزة يقرّ عليها القضاء ليضمن أهل الأوقاف الحفاظ على أموالهم.

وختم معاليه كلمته بالقول: نسعى في هذا المؤتمر للخروج بتصور لأنظمة كافية تضمن حماية الوقف من الاعتداء وتجعل الوقف خادماً للإنسان المسلم، فالعلماء أجازوا الوقف على كل ما ينفع الإنسان حتى غير المسلم وحتى الحيوان. واقترح أن يعقب هذا المؤتمر ورشة عمل تخصص لموضوع واحد وهو إيجاد بنك إسلامي وقفي للمسلمين تصب أرباحه في خدمة إدارة الأوقاف والنهوض بها.

واشتمل حفل الافتتاح على كلمة لمعالي مدير الجامعة الإسلامية ورئيس اللجنتين العلمية والاستشارية العليا للمؤتمر الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا قال فيها إن سنّة الوقف يعد صرحا عظيما من صروح التكافل الاجتماعي الهادف إلى تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي، وقد أجمع أهل العلم على أن تشريع الوقف مبنيٌّ على مراعاة المصالح التي جاءت الشريعة الإسلامية لإقامتها، ومن هنا حرصت الجامعة على تنظيم المؤتمر الدولي الرابع للأوقاف خلال الفترة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعد صدور الموافقة السامية الكريمة على عقده.

وأوضح الدكتور العقلا إن اللجنة العلمية للمؤتمر حدّدت له عنوان «نحو استراتيجية تكاملية للنهوض بالوقف الإسلامي» وهو عنوان يهدف بصفة رئيسة إلى بلورة مجموعة من الخطط العلمية والعملية لتحقيق أهداف بعيدة المدى للمؤسسة الوقفية اعتماداً على الآليات والإمكانات المتاحة، وتتمثل في تطوير منظومة تشغيل الأوقاف وإدارتها وإعادة هيكلتها، وتحديد الخطوات التنفيذية والآليات الواضحة لتوجيه مؤسسة الأوقاف نحو المستوى المرغوب فيه، ومعالجة الثغرات في الأداء الحالي لمؤسسات الأوقاف والوصول إلى الأداء الأمثل لها، إضافة إلى تنظيم جهود مؤسسات الأوقاف وتوزيع جهود مؤسسات الأوقاف وتوزيع المسؤوليات لتنفيذها، وتطوير طرق استثمار الموارد الوقفية لتحقيق أفضل النتائج المستهدفة، مع الارتقاء بمستوى الأداء في المؤسسة الوقفية.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة