ليس بالضرورة أن تُخرج (موهبتك الكامنة)، فمن نعم الله على البعض (تركها مدفونة)!.

أذكر قبل نحو 4 سنوات سافرت مع (مجموعة من الزملاء) إلى القاهرة في مهمة (عمل قصيرة)، وطبعاً كان لا بد من الترويح عن النفس بزيارة بعض المطاعم والمقاهي التاريخية في منطقة (الحسين) في وقت الفراغ!.

وكان معنا شخص يعتقد أنه (فلتة زمانه) بسبب موهبة الغناء والحنجرة الذهبية التي لا تعرف من (الفن أو الغناء) إلا أغنية واحدة صدع بها (رأسي) منذ غادرت الطائرة الرياض حتى وصلنا إلى هنا! ومن باب المجاملة كنت أقول له في كل مرة يغني فيها: (ما شاء الله) صوتك عذب!.

صاحبنا على ما يبدو صدق الموضوع و(شرب المقلب)! وأصبحنا لا نزور مطعماً فيه مطرب أو مكان فيه (فرقة موسيقية) إلا ويستل الأخ (المايك) ويبدأ في الصياح تحت (بند) مطرب خليجي (موهوب) لم تتح له الفرصة، وطبعاً الأخوة في (مصر) ما يبي لهم شيء أبد، ما أن ينتهي من الوصلة إلا وتسمع الصيحات في كل مكان: (آلله آلله.. عيد تاني.. ما توقفش)!.

الفنان (الموهوب) تسبب لنا في خسائر لا يعلم بها إلا الله، وقررت عدم اصطحابه في أي رحلة بعد ذلك اليوم، لأن كل مكان كنا نذهب إليه ويغني فيه، ندفع بسبب ذلك (رسوم إضافية) على فاتورة الطعام، فنحن من حاشية الفنان العظيم؟!.

تذكرت ذلك وأنا أشاهد خبر اعتقال العجوز الياباني (كازومي ياويتا) والبالغ من العمر 70 سنة، والذي اعتقلته الشرطة يوم أمس الأول بسبب تهديده بتفجير (التلفزيون الياباني الرسمي) بقنبلة، بسبب استبعاده من المشاركة في برنامج المواهب الغنائية (ناودو جيمان) والذي يحظى بمشاهدة عالية، وتنطلق نسخته الجديدة مساء اليوم (الأحد)!.

كازومي (جن جنونه) عندما تلقى رسالة المنتج بـ (الاعتذار عن المشاركة)، وهدد عبر الهاتف بتفجير الاستوديو، مؤكداً أن جميع أصدقائه يقولون له: إن صوتك (جيد)، وأنت مؤهل للمشاركة والفوز، متسائلاً: لماذا استبعدت؟!.

الحكمة تقول: لسلامتك من الأفضل دائماً أن لا تخبر الآخرين بكل مواهبك، احتفظ ببعضها لنفسك!.

وعلى دروب الخير نلتقي.