في ضمير هذا الشعب يسكن بارتياح حب الوطن، وفي وجدانه تتألق بنشوة وفرح غامر هذه المحبة المتجذرة، وعلى لسانه وبين رباه يعزف للكون أجمل ما يُعبّر به عن حبه وإخلاصه، وهو أبداً المهيَّم بهذه المشاعر المتدفقة، نحو وطن لا بديل له أو خيار عنه.
***
وفي وطن الشموخ والإباء والتاريخ المجيد يتجدد الولاء، وتكبر مساحات الحب، وتتوالد جماليات صور هذا المزيج من الحب، حيث الإيقاع الجميل الذي يحرّك المدفون من هذه المشاهد ويبوح بما يعبّر عن صدق المشاعر.
***
ولا أحد من العقلاء يسمح لنفسه بأن يخون هذه العلاقة أو يتخلى عنها، أو يشعر بالراحة من دونها، أو أن يكون في وضع مريح فيما لو تجرد منها، فهي علاقة عشق وهيام وحياة، وهي ارتباط وثيق لا تستقيم الحياة بدونها.
***
الوطن الغالي والأثير يكبر عادة بأبنائه، وينمو مع مرور السنين بإخلاصهم، يتألق ويتوهج بتضحياتهم، ويكون وطناً كبيراً ومهماً وملهماً حين يكون أهله على هذا النحو من الشعور نحوه، دون مَنٍّ أو تعالٍ عليه.
***
وفي كل منَّا هناك مساحة كبيرة تختزن هذا الحب، وتفاخر بهذا الوفاء، وتقول عنه وله أعذب الكلمات وأصدق المشاعر، وتعبّر بما تملك من أدوات وجهد خلاق ترانيم عن فدائها وتضحياتها من أجل أن يكون وطن الإباء والشموخ على هذا النحو من التميز.
***
ولا عذر لأحد منا لو فكر بأن يمارس العقوق بحقه، فكيف به إن فعل ذلك، وكيف سيكون حاله لو خان وطنه وتخلى عنه وتنكر لحقوقه، ونأى بنفسه من الدفاع عنه، فيما أن الأوطان أمانة في رقاب كل الأبناء، وأي تسامح أو تجاهل في هذا الحق إنما هو خيانة للوطن.
***
أصدقكم القول: لقد كانت صدمة مدمرة لي كما لغيري، إذ يُعلن عن خلية من السعوديين تخون وطنها، وتأتمر وتتعاون مع إيران للإضرار به، وتعمل على تدمير منجزاته، وقتل كل جميل فيه، في عمل لا يقوم به إلا الخونة المارقون.
***
والمؤسف أنهم كانوا يتبوأون مقاعد مهمة في مواقع المسؤولية في وطنهم، وقد كانوا جميعاً موضع الثقة من قيادتهم ومواطنيهم، ولم يدر بخلد أي أحد بأنهم على هذا المستوى من السوء، وأنهم يعملون استخباراتياً لصالح العدو نظام الملالي في إيران، لا لصالح وطن غذاهم وعلّمهم واعتنى بهم.
***
لقد طفح الكيل ونحن في هذا الجو من التسامح مع العاقين من أبناء الوطن، ولم يعد للصمت والمداراة فرصة في زمن الخيانات، وآن الأوان لحماية الوطن والمواطنين من هذا الشر المستطير، بأن تأخذ العدالة حقها ومجراها في الاقتصاص للوطن والمواطن من أي مارق ينحو هذا النحو في سلوكه وتصرفاته وأعماله المشينة ضد وطنه.